المقاومة الإيرانية تدق ناقوس الخطر وتدعو لمراجعة اتفاقية فيينا..

عميل إيراني يخترق الطيران المدني الأمريكي: مقاول سابق يقر بالتجسس في واشنطن

في جلسة بالمحكمة الفدرالية بواشنطن، اعترف أبوذر رحمتي (42 عامًا)، مقاول سابق لهيئة الطيران الفدرالية الأمريكية، بالتجسس لصالح إيران وتسريب معلومات حساسة. تكشف القضية استراتيجية طهران باستغلال الأفراد والسفارات لاختراق القطاعات الحيوية، مما يبرز الحاجة لتعزيز الرقابة الأمنية.

اعتراف مقاول سابق لهيئة الطيران الفدرالية الأمريكية بالتجسس لصالح إيران

محرر الشؤون الإيرانية
محرر الشؤون الإيرانية وبيانات المعارضة الإيرانية.

في جلسة عقدتها المحكمة الفدرالية في واشنطن يوم الأربعاء الماضي، أقر أبوذر رحمتي (42 عامًا)، المقاول السابق لدى هيئة الطيران الفدرالية الأمريكية (FAA)، بتهمة التجسس لصالح النظام الإيراني.

كشفت القضية عن تفاصيل خطيرة حول نقل معلومات حساسة تتعلق بأنظمة الطيران المدني الأمريكي إلى طهران، مما يسلط الضوء على استغلال إيران لشبكات دبلوماسية وأفراد متجنسين لاختراق القطاعات الحيوية.

تفاصيل القضية
عمل رحمتي لدى هيئة الطيران الفدرالية بين عامي 2017 و2024، حيث مكّنه منصبه من الوصول إلى قواعد بيانات حساسة تشمل أنظمة الرادار في المطارات، مخططات الاتصالات الراديوية، وجداول الترددات المخصصة لإدارة حركة الطيران. وفقًا لوزارة العدل الأمريكية، قام رحمتي بتحميل أكثر من 175 جيجابايت من الوثائق المصنفة على محركات تخزين محمولة، وسافر بها إلى إيران في أبريل 2022 لتسليمها إلى مسؤولين في مكتب نائب رئيس الجمهورية لشؤون العلوم والتكنولوجيا. كما نقل معلومات إضافية عبر شقيقه في طهران إلى أجهزة المخابرات الإيرانية.

بدأت علاقة رحمتي بالاستخبارات الإيرانية في ديسمبر 2017 من خلال شخصية رفيعة في وزارة المخابرات الإيرانية، كانت تعمل تحت غطاء دبلوماسي في سفارة طهران بواشنطن. استُغلت الحصانة الدبلوماسية لتنسيق الاتصالات وتبادل الملفات السرية، مما ساهم في تمرير المعلومات بسهولة.

دور شبكة السفارات الإيرانية
لم تقتصر العمليات على طهران، بل شملت شبكة سفارات وقنصليات إيران كمراكز لوجستية لجمع ونقل البيانات. وفقًا لتقرير “المقاومة الإيرانية” الصادر منتصف 2024، احتوت سفارة إيران في واشنطن على غرفة سرية مجهزة بأجهزة فك تشفير وبرمجيات للتنصت. كما استُخدمت قنصليات طهران في لوس أنجلوس ونيويورك لاستقبال ملفات مشفرة مخفية داخل حقائب دبلوماسية.

في أوروبا، تولى موظفو سفارات إيران في برلين، روما، وباريس مهام فرز المعلومات ونقلها إلى مقر الحرس الثوري في قم، مستفيدين من حصانة اتفاقية فيينا. كما وثقت الرقابة الأوروبية اجتماعات سرية في بروكسل، أنقرة، وبغداد، حضرها ضباط مخابرات إيرانيون متنكرون كدبلوماسيين لتنسيق عمليات التجسس على شبكات الاتصالات العسكرية والمدنية.

استراتيجية إيران المزدوجة
تكشف القضية عن استراتيجية إيران المزدوجة في التجسس:

استغلال الأفراد المتجنسين: مثل رحمتي، الذين يحصلون على عقود مدنية في مؤسسات حيوية.

استخدام الغطاء الدبلوماسي: من خلال السفارات والقنصليات لتنسيق العمليات وتخزين الأدلة.

هذا النهج يعزز قدرة إيران على اختراق القطاعات الحساسة مع تقليل مخاطر الاكتشاف، مستفيدة من الحصانة التي توفرها الاتفاقيات الدولية.

التداعيات والتوصيات
تحذر “المقاومة الإيرانية” والمراكز الأمنية الغربية من أن استمرار السماح لإيران باستخدام منصاتها الدبلوماسية لأغراض استخباراتية يهدد الأمن القومي. وتدعو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى:

مراجعة اتفاقية فيينا: لتشديد الرقابة على الأنشطة الدبلوماسية الإيرانية.

تفعيل إجراءات رقابية: لتتبع تحركات الدبلوماسيين ومنع تسريب المعلومات.

تعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية: بين الدول للكشف عن شبكات التجسس وحماية البنى التحتية الحيوية، مثل الطيران المدني.

تُظهر قضية أبوذر رحمتي مدى تعقيد وخطورة استراتيجيات التجسس الإيرانية، التي تجمع بين استغلال الأفراد والمنصات الدبلوماسية. وتؤكد الحاجة الملحة لتدابير دولية صارمة للحد من هذه الأنشطة، وحماية الأمن القومي من التهديدات المتزايدة التي تشكلها مثل هذه الاختراقات.