قراءة في دوافع وتداعيات الهجوم على مطار بن غوريون..

ما بعد القبة الحديدية: كيف كشف هجوم بن غوريون عن تحديات جديدة للدفاعات الإسرائيلية؟

نجاح الصواريخ في اختراق منظومات الدفاع الإسرائيلية المتطورة، وعلى رأسها القبة الحديدية و"حيتس"، يثير تساؤلات جدية حول فعالية هذه الأنظمة ويكشف عن ثغرات محتملة في الحصن الأمني الإسرائيلي.

اختراق الدفاعات وتصعيد إقليمي: استهداف الحوثيين لمطار بن غوريون وتداعياته الإستراتيجية

صنعاء

أظهر الهجوم الصاروخي الذي نفذته جماعة الحوثيين، الأحد، على محيط مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، تطوراً ملحوظاً في قدراتهم العسكرية، حيث يُرجح أن الصواريخ المستخدمة هي من أصل إيراني خضعت لتطويرات تقنية متقدمة. يُعتبر هذا الهجوم نقلة نوعية، إذ تمكنت الصواريخ من اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة، مثل القبة الحديدية ومنظومة "حيتس"، مما يكشف عن ثغرات محتملة في شبكة الدفاعات الإسرائيلية.

السياق والدوافع

يُنظر إلى الهجوم على أنه رسالة غير مباشرة من إي collocatesران، التي تقف وراء الحوثيين، لتأكيد قدرة أذرعها الإقليمية على تهديد العمق الإسرائيلي رغم المسافات البعيدة والدفاعات المعقدة. يرى المحللون أن طهران لم تكتفِ بتزويد الحوثيين بالصواريخ، بل قدمت دعماً فنياً مباشراً في تطويرها، مما يعكس تورطاً إيرانياً في التخطيط والتنفيذ ضمن إستراتيجية للضغط على إسرائيل من جبهات متعددة.

تفاصيل الهجوم

سقط الصاروخ بالقرب من موقف مركبات قاعة الوصول رقم 3 في مطار بن غوريون، على بعد أقل من كيلومتر من أقرب مهبط طائرات، مخلفاً حفرة بعرض وعمق عشرات الأمتار. تسبب الهجوم في إصابة ستة أشخاص بجروح تراوحت بين الطفيفة والمتوسطة، وأدى إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية مؤقتاً، حيث حولت بعض الرحلات مسارها إلى مطارات أخرى، مثل أبوظبي. شهد المطار حالة من الذعر، حيث طُلب من المسافرين الاحتماء فور سماع دوي الانفجار.

الردود الإسرائيلية

توعدت إسرائيل برد قاسٍ، حيث أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الرد لن يكون محدوداً، مشيراً إلى استمرار العمليات ضد الحوثيين. كما صرح وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن إسرائيل سترد "بسبعة أضعاف". يرجح المحللون أن الرد قد يشمل استهداف منشآت عسكرية حوثية في صنعاء أو صعدة، أو ضربات دقيقة ضد مواقع يُشتبه بوجود خبراء إيرانيين فيها، على غرار قصف ميناء الحديدة العام الماضي.

التداعيات

على إسرائيل: يُعد اختراق مطار بن غوريون ضربة معنوية قوية، إذ لطالما روّجت تل أبيب لأنظمة دفاعها كدرع حصين. الهجوم يكشف عن تحديات أمنية جديدة، وقد يؤثر على الثقة العامة في الأمن الإسرائيلي.

على اليمن: يُتوقع أن يؤدي الرد الإسرائيلي إلى تفاقم معاناة المدنيين اليمنيين، الذين أنهكتهم الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات.

على إيران: تخشى طهران أن تمتد الضربات الإسرائيلية إلى أراضيها، حيث حذر وزير الدفاع الإيراني من رد قوي في حال استهداف بلاده.

ردود فعل إقليمية

أشادت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، بالهجوم الحوثي، واصفة إياه بـ"الدقيق". في المقابل، أثارت الضربة قلقاً دولياً بسبب احتمال تصعيد الصراع في المنطقة.

يُظهر الهجوم الحوثي على مطار بن غوريون تصعيداً خطيراً في الصراع الإقليمي، مع تداعيات محتملة على الأمن الإسرائيلي، الوضع الإنساني في اليمن، والتوترات مع إيران. يبقى السؤال حول طبيعة ومدى الرد الإسرائيلي، وما إذا كان سيؤدي إلى فتح جبهة جديدة في الصراع المعقد بالمنطقة.