بالأدلة..
هل سيصدرالحكم ببراءة فضل شاكر؟
ما زال جمهور المطرب اللبناني الرومانسي فضل شاكر يترقبون وضعه القانوني، فمنذ أن أعلن “ملك الرومانسية” كما يفضل عشاق صوته مناداته، اعتزاله في عام 2012 وانضمامه كمنشد لجماعة الشيخ أحمد الأسير، لم تنفك القضايا الأمنية والقانونية تلاحقه، ورغم مرور خمس سنوات على ابتعاده عن الساحة الفنية، إلا أن أغنيات شاكر ما زالت من بين الأكثر استماعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وما زال اسمه أيضا جاذبا لمختلف وسائل الإعلام، ففي اسم فضل اثارة إعلامية وفنية لا يمكن أن تهدأ، خاصة وإن اطلالات صاحب أغنية “يا حياة الروح” التي أصدرها قبل 11 عاما وحققت حتى اليوم أكثر من 200 مليون مرة استماع لها على صفحات مختلفة على موقع “يويتوب”، دائما ما يصاحبها جدل كبير، فقصة شاكر باتت معروفة إعلاميا وانسانيا في مختلف ارجاء الوطن العربي. وفي الوقت الذي يترقب الجميع حكم المحكمة العسكرية في لبنان مساء الخميس المقبل، كان قد عبر سابقا عدد كبير من الفنانين والجمهور عن قناعتهم ببراءة فضل شاكر من التهم المنسوبة اليه، فيما طلب قسم اخر بمحاكمته أمام قضاء عادل، مرحبين ببراءته وعودته للساحة الفنية إن ثبتت براءته، كما أعلن فضل ذلك بنفسه أكثر من مرة، وكما تؤكده وكيلته المحامية زينة المصري التي كشفت في حديثها لموقع “أنا زهرة” عن أهم اثباتات براءة فضل من التهم المنسوبة له بالأدلة.
جلسة النطق بالحكم القضائي
تقول المحامية زينة المصري، في تصريحها أن مساء الخميس المقبل، 28 سبتمبر، ستقدم مرافعتها الأخيرة أمام المحكمة العسكرية اللبنانية، في جلسة النطق بالحكم في قضية أحداث معركة عبرا، التي يحاكم فيها المطرب اللبناني فضل شاكر غيابيا، بتهمة المشاركة في قتال الجيش اللبناني، وهو الأمر الذي تنفيه المحامية المصري بقولها: “من يقرأ ملف أحداث المعركة وتفاصيلها الدقيقة والواردة في ملف القضية، لن يجد فيه أي أثر لتدخل فضل شاكر في أي جزء من أحداث المعركة، فأدلة الإثباتات قاطعة في الملف المنظور امام قضاة المحكمة العسكرية، فمن يقرأ ويتفحص أقول المتهمين في الملف، لا يجد أي دليل أو اتهام أو شبهة في اعترافات المتهمين، تشير الى وجود فضل شاكر بالمعركة”. وتبين المحامية المصري، أن الدليل الأكثر وضوحا والذي تم عرضه أمام الموقوفين ووكلاء الدفاع والصحافيين وبالتالي أصبح الرأي العام مطلعا عليه، هو: “الفيديوهات جميعها التي تم عرضها في قاعة المحكمة لمجريات أحداث معركة عبرا، إضافة الى الفيديوهات التي عرضت أيضا أمام الهيئة السابقة للمحكمة العسكرية، لم تشر إلى وجود فضل شاكر إطلاقا في أحداث المعركة على مدى ساعاتها، علما بأن كل هذه الفيديوهات كانت تظهر وجوه جميع المتهمين الذين تواجدوا في معركة عبرا والذين تتم محاكمتهم حاليا”.
دليل حاسم على براءة فضل شاكر
تشير المحامية المصري، في حديثها بالقول، أن هنالك دليلا حاسما في ملف براءة فضل شاكر، وهو قول وزير الدفاع اللبناني السيد فايز غصن الذي أكد في تصريح صحافي نقلته القنوات التلفزيونية حرفيا، بأن لا علاقة لفضل شاكر بالمشاركة في أحداث معركة عبرا ولم يتدخل في مجرياتها. مضيفة: “من يعود للتصريحات الصحافية التي تخص معركة عبرا في تلك الفترة، يجد أن مختلف أطراف القضية على اختلاف توجهاتهم، قد صرحوا بأن علاقة فضل بأحمد الأسير كانت قد انتهت قبل وقوع أحداث معركة عبرا بشهرين، وحينها كان فضل قد صرح أكثر من مرة إعلاميا، بأنه اضطر للخروج من بيته قسرا بعد أن تم حرق ممتلكاته وسرقة أمواله”. وأضافت المحامية المصري: “نحن ننتظر الآن من المحكمة العسكرية، حكم البراءة الذي يستحقه فضل شاكر، فهو لم يشارك في أحداث عبرا ولم يقاتل الجيش، بل أن فضل عبر مرارا عن عرفانه وتقديره للجيش اللبناني”، وأشارت المحامية المصري، إلى أنها تتنظر قرارا جريئا من المحكمة العسكرية، يشبه القرار التي اتخذته المحكمة سابقا بحق نعيم عباس “أحد المتهمين بعدة قضايا ارهاب وتفجير”، حيث كانت المحكمة العسكرية قد برأته من المشاركة في أحداث معركة عبرا، لأنه لم يثبت تواجده فيها.
تاريخ فضل مع الجيش اللبناني
وتلفت المحامية المصري، بأن كل من له صله بالجيش اللبناني وبالساحتين الفنية والإعلامية، يعلم بأن علاقة فضل شاكر بجيش بلده هي قوية ومتينة، ففضل مؤمن بأن الجيش اللبناني هو الحامي الرئيسي لأرض وشعب لبنان، مشيرة إلى أن فضل كان دائما سباقا للمشاركة في احتفالات عيد الجيش مجانا وبدون مقابل، كما كان يتبرع بريع حفلات لتعود الى أسر شهداء الجيش، ولفتت المحامية المصري، الى أن شاكر هو مواطن لبناني الجنسية وليس فلسطينيا كما يحاول البعض أن يشيع عنه، موضحة: “فضل لبناني أبا عن جد، والجنسية الفلسطينية هي تكريم وتقدير حصل عليها من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي دأب على تكريم الفنانين العرب ومنحهم الجنسية الفلسطينية تقديرا وعرفانا منه لدورهم في دعم قضية الشعب الفلسطيني، وفضل حصل على ذات التكريم الذي ناله أيضا فنانون مثل عاصي الحلاني، راغب علامة، صابر الرباعي واخرون”.
لفضل قضية أخرى.. ما مصيرها؟
أما بالنسبة للحكم الصادر بسجن المطرب فضل شاكر، بتهمة تعكير الصلات مع دولة شقيقة، تقول المحامية المصري: “بصراحة، هناك كم كبير في التناقض في هذا الحكم، لكنا نركز حاليا على القضية الأكثر أهمية، فحكم سجن فضل شاكر بتهمة التفوه بكلمات ضد النظام السوري، يتعارض مع الدستور اللبناني، الذي يكفل لأي مواطن لبناني الحق في حرية التعبير، فلا يمكن لأي شخص أن تتم محاكمته بسبب تعبيره عن رأيه أو إن كان لديه موقف ضد جهة ما”، وتابعت المحامية المصري: “لكن على ما يبدو فإن هذا النص يتم تطبيقه في لبنان بحسب تغير الأحوال، ففي فترة سابقة قام عدد من الشخصيات الرفيعة من نواب ووزراء حاليا في الحكومة اللبنانية، بالتعبير عن آرائهم في النظام السوري علانية، لكنهم اليوم يحتلون مناصب رفيعة في الدولة اللبنانية وهذا الأمر يشكل قمة التناقض”.