لم يعد حلما بل حقيقة..

الإمارات: التاكسي الطائر يحلق في سماء دبي

التجربة بداية انتشار التاكسي الطائر

وكالات (دبي)

انطلقت في مدينة دبي الإماراتية، الاثنين، رحلة تجريبية لأول تاكسي جوي من دون سائق في العالم.

وشهد ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم انطلاق التاكسي القادر على نقل شخصين، والذي نفذته شركة “فولو كوبتر” الألمانية المتخصصة في صناعة المركبات الطائرة.

وقال ولي عهد دبي “يسعدنا أن تنطلق أول رحلة تجريبية للتاكسي الطائر.. وهو إنجاز جديد سيكون له أثره العميق في تغيير مفاهيم انتقال الأفراد”.

وسيودع الناس مع التاكسي الطائر في دبي زحمة الشوارع، فسيارات الأجرة الطائرة أصبحت مفهوم النقل في المستقبل بالنسبة إلى المدن الكبرى التي تعاني من الازدحام.

وقال المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات مطر الطاير، إن التشغيل التجريبي لأول تاكسي جوي ذاتي القيادة قادر على حمل شخصين يأتي في إطار جهود هيئة الطرق والمواصلات لتوفير مواصلات ذاتية القيادة، من خلال إجراء الاختبارات التقنية الخاصة بوسائل النقل ذاتية القيادة في بيئة دبي المناخية، وذلك ترجمة لاستراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، والتي تهدف إلى تحويل 25 بالمئة من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة من خلال وسائل المواصلات المختلفة بحلول عام 2030، إلى جانب تحقيق التكامل بين وسائل النقل الجماعي وبين تحقيق السعادة لدى السكان من خلال توفير قنوات سهلة وسريعة ومبتكرة للنقل والمواصلات.

تجربة التاكسي الطائر تأتي ترجمة لاستراتيجية دبي التي تهدف إلى تحويل 25 بالمئة من إجمالي النقل إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030

وقال المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، سيف محمد السويدي، “دولة الإمارات لن تكون فقط أول دولة تسمح بتشغيل مركبات طائرة من دون طيار للأجرة، بل تهدف إلى أن تصير الأكثر أمانا وتكون رمزا لريادة هذه الصناعة الفريدة، ونحن على يقين أنه بالعمل معا في الهيئة العامة للطيران المدني وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، سوف يتحقق هذا الهدف عاجلاً وليس آجلا”.

وأضاف، “الطائرات الحديثة اليوم هي من عجائب التكنولوجيا وآمنة أيضا. ومع ذلك، فإن العمل الذي يذهب إلى جعلها آمنة لا يزال غير معروف لعامة الشعب، فالجهود التي تبذل في تصميم وتصنيع وتشغيل وصيانة هذه الطائرات شائكة، وكذلك النظم والأنظمة التي تحكمها. وقد تحقق المستوى الحالي للسلامة بسبب النظم والتكنولوجيات التنظيمية التي نضجت على مدى قرن من الخبرة التشغيلية الفعلية. وقد تم تعلم بعض الدروس بالطريقة الصعبة أيضا”.

وتابع السويدي، “مع ذلك، فإن حالة تاكسي دبي الطائر مختلفة، إذ لا يوجد أي طيار في المركبة، أو أي تشريع سابق لهذا المشروع، ولا لوائح أو أنظمة في دولة الإمارات العربية المتحدة ولا أي مكان آخر في العالم”.

وأشار إلى أن عمليات تاكسي دبي الطائر يجب أن تكون في غاية الأمان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المستويات المطلوبة من سلامة النقل الطائر في الإمارات ستتحقق إذا كانت الأنظمة والآليات والنظم المبتكرة قوية وفي مكانها، وتابع مؤكدا “نحن في الهيئة العامة للطيران المدني سوف نكون في الريادة لتحقيق ذلك”.

النقل الذكي من متطلبات المستقبل

وستسمح الهيئة العامة للطيران المدني بتشغيل سيارات الأجرة الطائرة فقط عندما يكون من المؤكد أن جميع العناصر المطلوبة لتشغيلها الآمن في مكانها.

وأطلقت دبي مبادرات سابقة في مجال النقل الذكي، من خلال تجريب القطار فائق السرعة “هايبر لوب”، فضلا عن تشغيلها مترو الأنفاق ذاتي القيادة منذ عام 2009.

مواصفات آمنة

يشبه التاكسي الطائر، الذي تطوره شركة “فولوكوبتر” الألمانية المتخصصة في الطائرات من دون طيار، مقصورة طائرة هليكوبتر صغيرة ذات مقعدين يعلوها طوق عريض. ويتميز بفخامة التصميم من الداخل، ومقاعده مصنوعة من الجلد، كما تنخفض نسبة الضجيج فيه إلى أقل مستوى.

وقال الطاير، إن التاكسي الطائر مصمم للتحليق لمدة 30 دقيقة بحد أقصى، وتبلغ السرعة القصوى للمركبة 160 كم في الساعة، فيما تبلغ السرعة الثابتة آليا للمركبة 100 كم في الساعة، ويبلغ معدل سرعة الانطلاق/الصعود بنحو 6 أمتار، فيما يبلغ معدل سرعة الهبوط 4 أمتار، مشيرا إلى أن المركبة الطائرة يبلغ طولها 3.9 متر، وعرضها 4.02 متر، وارتفاعها 1.60 متر، ويقدر وزن المركبة بنحو 250 كيلوغراما، فيما يبلغ أقصى وزن للمركبة مع راكب 360 كيلوغراما، ويبلغ أقصى ارتفاع للطيران 3 آلاف قدم، وتتراوح مدة شحن البطارية بين ساعة وساعتين، وصممت المركبة الطائرة للعمل في مختلف حالات الطقس باستثناء العواصف الرعدية، وزودت المركبة بأجهزة استشعار تمتاز بالدقة العالية واحتمال الخطأ المنخفض، وهي قادرة على مقاومة الاهتزاز والضغط ودرجات الحرارة القصوى.

وزُوّد التاكسي الطائر بشاشة لمس أمام مقعد الراكب، تحتوي على خارطة تتضمن كل الوجهات على شكل نقاط، والمسارات المعدة مسبقا للمركبة، ويختار الراكب الوجهة التي يريد الوصول إليها من خلال شاشة الكمبيوتر المثبتة داخل التاكسي وسيقوم الكمبيوتر باختيار أفضل وأقصر طريق للوصول، وبعد ذلك، يبدأ التشغيل الآلي للمركبة والانطلاق والتحليق، ثم الهبوط في المكان المحدد، ويكون التحكم ومراقبة أداء عمل المركبة من خلال مركز تحكم أرضي.

ليس جنونا أن نتخيل مدننا الكبيرة تحتوي على تاكسيات طائرة تشق طريقها في السماء

ويعمل التاكسي الطائر ذاتي القيادة بالطاقة الكهربائية، ويمتاز بمواصفات أمان عالية من خلال التصميم الذي يحوي 18 محركا تضمن للتاكسي الطيران والهبوط الآمن في حال تعطل أي محرك، كما يمتاز بخاصية الطيران الآلي والذاتي القيادة ما يتيح نقل الأشخاص من موقع إلى آخر دون الحاجة للتدخل البشري.

وقال المدير التنفيذي لشركة “فولو كوبتر” فولوريان رويتر، أن التاكسي الطائر ذاتي القيادة، يمتاز بمواصفات أمان عالية، من خلال التصميم الذي يحوي على 18 محركا، تضمن للمركبة الطيران والهبوط الآمن في حال تعطل أي محرك، كما يمتاز بخاصية الطيران الآلي والذاتي القيادة، ما يتيح نقل الأشخاص من موقع إلى آخر دون الحاجة للتدخل البشري، أو الحاجة للحصول على رخصة طيران.

وأضاف، أن الهيئة عيّنت شركة أميركية متخصصة في سلامة المركبات الطائرة لضمان سلامة التاكسي الطائر.

وأوضح أن التشغيل التجريبي للمركبة ومتابعة إصدار التشريعات اللازمة لتشغيل هذا النوع من المركبات، قد يستغرق قرابة خمس سنوات، يتم خلالها الوقوف على كل الجوانب المتعلقة بعملية التشغيل والتحقق من استيفاء كل جوانب الأمن والسلامة.

ويقول ستيف رايت، محاضر بارز في إلكترونيات الطيران وأنظمة الطائرة في جامعة ويست أوف إنكلاند، إن معايير السلامة يجب أن تصل إلى الحد الأقصى، مضيفا، أن “الطريقة التي تعمل بها هذه الأنظمة تجعلها سهلة العمل بطبيعة الحال. والصعوبة تكمن في صناعة أنظمة تتعامل بمرونة مع حدوث أي خلل”.

وتأمل دبي في أن تدرج التاكسي الطائر ضمن شبكة النقل التي تضم حتى الآن قطارات أنفاق وحافلات وترامواي.

ويتم الحصول على خدمة التاكسي الطائر عبر استخدام التطبيق الذكي المتكامل للتنقل في إمارة دبي والذي تصل من خلاله إلى المتعامل رسالة بتفاصيل الرحلة ومرجع الحجز.

وداعا لزحمة الطرقات

ويأمل المسؤولون في دبي أن تلقى الخدمة الجديدة إقبالا من السياح الراغبين في توفير الوقت أثناء عمليات النقل من وإلى المطار، ففي الوقت الحالي، يتطلب وصول الركاب من المطار إلى فندق بارك حياة حوالي 50 دقيقة خلال أوقات الذروة، بينما يمكن اختصار هذا الوقت إلى 20 دقيقة فقط باستخدام هذه الخدمة.

منافسة متسارعة

رغم أن هناك سباقا عالميا حول مفاهيم النقل الخاصة بهذه التقنية، إلا أنه لا توجد حتى الآن في أي مكان في العالم تجارب في تشغيل التاكسي الطائر في المجال الفضائي القريب من الأرض.

وتخوض فولوكوبتر سباقا مع أكثر من عشر شركات أوروبية وأميركية تحظى بتمويل جيد وتعمل كل واحدة وفقا لرؤيتها الخاصة المستوحاة من الخيال العلمي لتشييد شكل جديد من النقل بين المدن والذي يتنوع بين السيارات الكهربائية من دون سائق وطائرات تقلع وتهبط عموديا وتقطع رحلات قصيرة.

وحصلت فولوكوبتر على استثمار مالي يقدر بحوالي 30 مليون دولار من تحالف دايملر الأم لمرسيدس ولوكاس جودوسكي المستثمر التكنولوجي وعدد من الشركات الأخرى.

وسيساهم هذا الدعم في تسريع عملية تطوير موديلات فولوكوبتر ويمكنها من غزو سوق التاكسي الطائر بهدوئه وصداقته مع البيئة وملاءمته لنقل راكبين.

ويقول فلوريان رويتر، إن الاستثمار الجديد دليل على ثقة المستثمرين في التاكسي الطائر الذي سيقدمونه.

وتقول الشركة إنها تطور مركبة كهربائية ذات خمسة مقاعد يمكنها الإقلاع والهبوط عموديا بهدف دخول سوق سيارات الأجرة وتعتزم إجراء الاختبارات الأولية للسيارة الجديدة في الربع الأخير من العام الجاري.

ومن بين الشركات التي تنافس على صناعة التاكسي الطائر تحاول إيرباص إطلاق أول تاكسي طائر ذاتي القيادة بحلول 2020.

الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات ستسمح بتشغيل سيارات الأجرة الطائرة فقط عندما يكون من المؤكد أن جميع العناصر المطلوبة لتشغيلها الآمن في مكانها

وأعلن المدير التنفيذي لشركة صناعة مركبات النقل الطائر “إيرباص غروب” توم إنديرز، أنه “قبل مئة سنة، ذهب النقل الحضري تحت الأرض، والآن لدينا التكنولوجيا التي تمكننا من الذهاب فوق سطح الأرض”.

وأضاف “أنه ليس جنونا أن نتخيل مدننا الكبيرة يوما ما أنها ستتضمن سيارات أجرة طائرة تشق طريقها في السماء، وفي المستقبل غير البعيد سنستخدم هواتفنا الذكية لحجز سيارة أجرة طائرة تهبط أمام المنزل من دون طيار”.

وقال المدير التنفيذي إنه “باستخدام السماء يمكن أيضا أن نقلل من تكاليف البنية التحتية للمدينة، ومن خلال الطيران لا حاجة إلى دفع المليارات من أجل إقامة الطرقات والجسور”.

وكشف أن شركة إيرباص تعتزم اختبار نموذج أولي لسيارة طائرة تتسع لشخص واحد نهاية هذا العام، ومن المتوقع أن يجري هذا الاختبار في ولاية أوريغون الأميركية.

ولا تحتاج الطائرة إلى مدرج للهبوط وستكون ذاتية القيادة وبإمكانها تجنب العوائق والمركبات الأخرى، وتسعى الشركة إلى أن تبدأ تصنيعها في عام 2020.

وتسعى الشركة إلى الحد من مشكلة الزحمة مع تركيزها على أن تكون هذه التقنيات نظيفة لتجنب المزيد من تلويث المدن المزدحمة.

ومن المتوقع أن تكون تداعيات التاكسي الطائر بعد نجاح الاختبارات عظيمة، ليس بالنسبة إلى دبي فقط، ولكن إلى العديد من المدن المزدحمة حول العالم.