ميفع بين الماضي وخريف المناصب
عندما كان الجنوب يشهد حالة من الرفض الشعبي العارم لسياسة الاستعمار البريطاني ومع بداية ظهور الحركات والانتفاضات العمالية والفلاحية والطلابية حينها في عموم مناطق الجنوب العربي
ضد أعتى امبراطورية عرفها العالم في العصر الحديث والتي كانت تعرف بالمملكة التي لاتغيب عنها الشمس
لكن ابناء الجنوب
استطاعوا تقزيمها
وطردها من ارضهم بعد سنوات طويلة من النضال السلمي الذي أعقب مباشرة الكفاح المسلح وكان ابنا ء ميفع لهم حضور قوي في الثورة توزع في عدة اتجاهات نضالية منهم من حمل السلاح ومنهم من قاد المظاهرات الفلاحية مثل سالم مبروك ومبارك بن جماع الملقب ( والقرقوع) وسالم بالوس وغيرهم الكثير ومن قام بنقل السلاح من ساحل ميفع الى حجر (الثورة) على ظهور الجمال ليلا من امثال سالم باصيبع وسالم بارميل الملقب (باشعر) وسالم عوض الجبيل الملقب( بامبامكبي) وسالمين بن مفتاح بامزيزة الملقب (لحدب) وعوض باعساس الملقب(باناجحة) وغيرههم الكثير فضلا عن من حمل السلاح وقاتل بشراسة وفي مقدمتهم المناضل الثائر الحاج (عوض باداس الملقب (الدعمكي) والقائمة طويلة والمجال لايتسع لذكرهم في هذا المقال المقتضب ناهيك عن من كان لهم دور كبير في العمل السياسي والتنظيمي للجبهة القومية من أمثال المناضل والسياسي المخضرم أبو الكادحين على مكبب ذلك الرجل القومي والوطني الحريص على بلده الذي شق طريقة النضالي منذ ان كان في طالبا في المدرسة الوسطى بالغيل ومشاركته في المظاهرات الطلابية ثم انضمامه الى التنظيم السياسي للجبهة القومية الى ان اصبح فيما بعد الرجل الثاني في المحافظة حينها ومنها الى عضوء اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وظل رمزا نضاليا صلبا من رموز ميفع الذي من حقنا ان نفتخر به مهما حاول البعض النيل من تاريخ هذه القامة والشخصية الميفعية الاقوى حضورا في الساحة السياسية في الفترة الماضية ويعد من ابرز رجالات الرئيس الراحل سالمين وقتذاك
ووعقب الوحدة المشؤومة حضي الرجل حينها باهتمام بارز من قبل قيادة الحزب الاشتراكي وكان سيشغل منصب وزيرا في الدولة حينها الا ان قدرة الله أخذته اثر حادث مروري مروع وهو في طريقه الى عدن في مطلع التسعينات من القرن العشرين٠
وبوفاة المناضل علي مكبب (ابو الكادحين) كما يلقبه البعض من رفاقه الذين التقيتهم وتحاورت معهم عن مسيرة نضاله بصفتي كباحث تاريخي متعطش لمعرفة بعض المعلومات المطمورة من تاريخ
منطقتنا وشخصياتنا الاعتبارية التي نبحث عن معلومات من تاريخها كالذي يبحث عن إبرة في كومة قش٠
بعد حرب صيف ١٩٩٤م التي اجتاحت الجنوب وسيطرة الشمال أصبحت القبيلة هي السلطة وبات التعيين في المناصب العليا للدولة وفقا للمحاصصة الحزبية ويحضر فيها الانتما ء القبلي في اغلب الاحيان وميفع واحدة من المناطق الحضرمية التي طالها التهميش وحرم ابناءها من التعيين في المناصب المحلية في حضرموت رغم ان البعض يحمل مؤهلات عليا وكوادر مؤهلة لقيادة المحافظة بأكملها الا ان جل الذين تقلدوا المحافظة منذو مابعد يوم الاحتلال المشؤوم عنصريين حتى النخاع فقد عملوا على تهميش كثير من المناطق الحضرمية واصبح التدوير الوظيفي خاصا بمناطق معينة دون سواها الى ان وصل القائد الفذ اللواء فرج البحسني الى قيادة المحافظة فعمل على احداث نقلة كبيرة في المحافظة من خلال القرارات الاخيرة الشجاعة والتي اثبت من خلالها اللواء البحسني انه فعلا جاء من اجل حضرموت وخدمة ابناءها بكل فئاتهم الاجتماعية وانتماءاتهم السياسية بعيدا عن الابواق الاعلامية المشروخة٠
وقد حصلت ميفع على حقها في التعيينات الاخيرة وأعاد لها اللواء فرج اعتبارها السياسي ودورها التاريخي الذي فقدته بعد رحيل ابنها الفذ علي عبد الله مكبب وهذا ان دل على شئ فإنه يدل على ان في ميفع كوادر مؤهلة الا انها ظلت مطمورة بين ثنايا الرمال نتيجة لسياسة المنتصر في الحرب وأخيرا بدأ خريف المناصب لدى أبناء ميفع ينهمر كزخات المطر ويعود الفضل لرجل حضرموت الاول وقائدها المغوار وأسدها الشجاع البطل اللواء فرج سالمين البحسني والذي يحضى بقبول شعبي كبير أطال الله عمره الذي أراح هذه الغمامة٠
والجذير ذكره ان المحافظ البحسني خلال الايام القليلة الماضية اصدر جملة قرارات ومن ضمنها حظيت ميفع بتعيين أثنين من أبناءها في مناصب مهمه ونتمنى من اخواننا المكلفين ان يكونوا ذخرا لخدمه بلدهم و لايسعني الا ان ابعث بتعظيم سلام للواء البحسني على اهتمامه بكوادرنا