ناصر التميمي يكتب لـ(اليوم الثامن):
(الوادي ).. ومعركة كسر العظم !
وادي وصحراء حضرموت شاءت الأقدار أن يظل الى اليوم في قبضة المحتلين اليمنيين القادمين من كهوف عتمة وبلاد الطعام ورزاح ومران ،على شكل قطعان من الضباع المسعورة التي نزحت اليه على شكل دفعات متتابعة منذ احتلال الجنوب في حرب صيف ١٩٩٤م الظالمة التي شنها نظام صنعاء على الجنوب ،وكانت هذه الحرب هي اللبنة الأولى للخطة القذرة التي رسمها الهالك عفاش بمباركة بعض الدول العربية والأجنبية التي ساعدته على احتلال الجنوب بقوة السلاح ،رغم القرارات التي اصدرها مجلس الأمن الدولي حينها التي تقضي بإقاف الحرب والعودة الى الوضع السابق ماقبل عام ١٩٩٠م ،لكن للأسف الشديد الأشقاء اليمنيين كانوا ينظرون للجنوب كبقرة حلوب لابد من اخضاعها بالقوة ،بعد ان اعطي لهم الضوء الأخضر بدعم اقليمي ودولي انتقاماً من دولة الجنوب الفتية والأقوى في المنطقة العربية من حيث امتلاكها جيش وطني مؤهل ونظام سياسي قوي ونظام اداري ممتاز قلما تجد مثله في اي بلد عربي وطفرة في التعليم والصحة والثقافة والرياضة والتنمية،ناهيك عن الموقع الجغرافي الإستراتيجي ووجود الثروة في البر والبحر بكميات هائلة .
هذا الشعب الذي تحكمه عقلية القبيلة وعنوانه الأبرز التخلف والجهل بعد ان وجد ضالته في وادي وصحراء حضرموت الأرض البكر التي توجد فيها كنوز لاتقدر بثمن فجأة وجد هؤلاء الغجر أنفسهم حكاماً في أرض الحضارة والثروة والسلام بعد قدومهم اليها على ظهر الدبابة وهم فقراء بثيابهم البالية والملطخة بالأوساخ، واظافرهم الطويلة ،خلال فترة قصيرة أصبح هؤلاء اليمنيين أغنياء ويملكون اموال طائلة وفلل وسوبرماركات ومساحات شاسعة من الأراضي وأصبحوا أمراء على أصحاب الأرض الأصليين الذين اقصوهم من وظائفهم وحاربوهم في لقمة عيشهم وصادروا أراضيهم وممتلكاتهم بالقوة ،وسنوا قوانين جديدة تعطي حق التملك في وادي وصحراء حضرموت التي اغتصبوها بقوة السلاح ،واستقطبوا البعض من ضعفاء النفوس من أبناء جلدتنا الذين استخدموهم كعصا تأديبية للشرفاء من الحضارم الذين رفضوا التخادم معهم ،رغم التهديد والإغراءات المالية التي قدمت لهم ،فرضوا كل شي من أيادي نظام صنعاء ،واعلنوا مواجهتة بشتى الوسائل ،وما وزالوا في الخطوط الأمامية في مواجهة القوى اليمنية المعادية لشعب الجنوب .
الكل في حضرموت يرفض بقاء قوات العسكرية الأولى واي قوات يمنية مهما كان عددها قليل او كثير حتى ولو جندي واحد يمني فهو غير مرغوب فيه ،وعليه المغادرة والرحيل غير مأسوف عليه مع وقياداتهم مصاصي الدماء وناهبي الثروة كفاية ما فعلوه بنا طيلة العقود الماضية بلادهم بحاجهم لهم يذهبوا اليها لتحريرها من اتباع ايران المليشيات الحوثية ،سنبني ارضنا من جديد وسنعيدها الى قمة المجد والرخاء والرقي بعد ان دمرتها القوى اليمنية بمختلف مسمياتها وحولتها الى خراب ،لقد خاض شعبنا مرحلة طويلة من الكفاح والنضال ضد قوات العسكرية الأولى التي يديرها الجنرال علي محسن الاحمر ،ومع تزايد المد الشعبي الثوري في الفترة الاخيرة ضد عتاولة العصر وسافكي دماء الأبرياء ،المطالبة برحيل القوات اليمنية من الوادي والصحراء ،ظهرت بعض القوى الهلامية المتسترة بغطاء اليمننة تريد جرنا الى كهف باب اليمن ،لكنها قوبلت بصمود أبطال الوادي الذين تصدوا لهم بصدورهم العارية ،واختفت بعد ان عرفت حجمها في الشارع ،واختارت لها مربع جديد تمثل في نشرهم الأكاذين والاخبار الزائفة عبر مواقع التواصل الإجتماعي والقنوات الصفراء التابعة للإخوان .
ومن أجل الإلتفاف على مطالب الشعب صدرت يوم امس قرارات من رئيس مح
جلس القيادة الرئاسي د.رشاد العليمي ،ربما هي محاولة من شلة العليمي وبعض الدول الإقليمية التي لها مصحلة في الوادي ،فكان من مصلحتها أن تطبخ طبخة جديدة للالتفاف عن مطالب أبناء حضرموت من خلال تغيير بعض القيادات العسكرية والمدنية،وهي محاولة لإمتصاص غضب الشارع الحضرمي من خلال اجراء عملية جراحية بسيطة في هرم السلطة هناك ،وهي محاولة يائسة لن تاتي أكلها وستفشل كسابقاتها مالم يتم وضع الدواء على الجرح ،وتنفيذ اتفاق الرياض الذي قضى بخروج كامل قوات العسكرية الأولى واحلال النخبة الحضرمية محلها ،اللعبة كبيرة في الوادي وتشترك فيها دول لها مطامعها في الجنوب عبر بوابة حضرموت النفطية ،حيث انه هناك دول تدرك جيدأً ان رحيل قوات هاشم الأحمر ومحسن الأحمر التي تحرس مصالحها سيشكل ضربة قوية وخاسرة لهم ،وستكون فرصة سانحة لخروج الجنوب من عباءة اليمننة ،وسيعلن قيام دولته الوليدة ،فلهذا تحاول بعض الدول والقوى المتجبرة على الشعب اطالة امد الاحتلال اليمني في وادي وصحراء حضرموت ولو لحين عبر بعض المعالجات والحلول الترقيعية التي ستزيد الأمور تعقيداً .
أبناء حضرموت قد عزموا على تحرير أرضهم سلماً او حرب ،وهذا لا رجعة عنه مهما كلف الأمر ،ومستعدين ان نقدم مليون شهيد من اجل ان نتخلص من براثن الإحتلال اليمني الذي اعاث في بلادنا الخراب والفساد ،ولم يعد مرغوب في أرض باي شكل من الأشكال ،خلاص كرهناهم بعد أن أذاقوا شعبنا مرارة العيش وأذلوه بسياستهم العنصرية التي طبقوها على شعبنا المسالم ،حتى وان حاولوا التشبث بأرضنا واطالة أمد بقاءهم ،فالشعب قد اعد العدة ولديه نفس طويل في مواجهة هذه القوى الباغية التي تحاول اللعب بالنار لإحراق المنطقة عبر تغذيتها للصراع عن طريق بعض المرتزقة التي تقدم لهم المالي والوجستي والإعلامي .
لقد حقق المجلس الإنتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزبيدي انتصارات سياسية وعسكرية كبيرة ،وتمكن من تحرير اغلب المحافظات الجنوبية ولم يبقى الا وادي وصحراء حضرموت والمهرة ،وبما ان قيادتنا السياسية قد قطعت عهداً للشعب بتحرير كامل ترابه فهي تحاول بكل الوسائل من اجل انتزاع كل التراب الجنوبي ،من خلال دعمها للجماهير الثائرة التي أصبحت أياديها ممدوة على الزناد بعد ان رفض اليمنيين تنفيذ اتفاق الرياض ،وهذا ينذر بأننا قادمين على معركة كسر العظم في الوادي ،وهي المعركة الأخيرة التي سيخوضها الشعب ومن خلفه المجلس الإنتقالي الجنوبي للسيطرة على ماتبقى من أراضي الجنوب ،والتي ستمهد لإعلان قيام الدولة الفيدرالية المستقلة بحدود ماقبل عام ١٩٩٠م ،وان غداً لناظرة لقريب !!