ناصر التميمي يكتب لـ(اليوم الثامن):
غريفيث .. السم المدسوس في العسل !!
حيثما حلت الأمم المتحدة تساعد على تأزيم الوضع ، وفتح أبواب جديدة للصراعات ،وهذا حصل في كثير من البلدان لاسيما العربية التي إكتوت بنيران هذه الهيئة ،التي تتدعي بأنها تعمل من أجل إحلال الأمن والسلم الدوليين في كل أدبياتها ،وهذا إفترى وزور وبهتان بينما في حقيقة الأمر تسعى هذه الهيئة التي تحقيق مصالح الدول الكبرى ،وقد جاء ظهورها للتغطية على مرحلة سوداء في تاريخ الدول الإستعمارية الكبرى التى تتستر خلف رأية وزيف الأمم المتحدة ،لتبدأ مرحلة إستعمارية جديدة وبأجندات أخرى ،ونحن العرب أصبحنا أضحوكة بيد هذه القوى القابضة على السياسة الدولية ،وحيث ماوجد أزمة في أي دولة عربية ترسل لنا الأمم المتحدة كلابها المسعورة لحلحلة المشكلة حسب توجهاتها ،وفي الحقيقة غير ذلك بل تعمل على تأزيم الوضع واللعب بخيوط الأزمة كيفما تشاء ووفق سياساتها الإستعمارية الجديدة التي بدأت تطفو في أكثر من بلد عربي.
ونحن في الجنوب لنا تجارب مع الأمم المتحدة منذ عام 1994م إبان الحرب الظالمة التي شنها نظام صنعاء على شعب الجنوب ،حينها تدخلت الأمم المتحدة وجاءت بمبعوثها الخاص الأخضر الإبراهيمي وصدرت
قرارات من مجلس الأمن، وكانت عبارة عن إبر مخدرة أرادوا بها تخدير الحكومة الجنوبية حينها ،وظل مبعوثهم يتراوح مابين عدن وصنعاء ولم يفعل شئ بل ضرب نظام صنعاء بكل القرارات الدولية عرض الحائط والمخزي إن نظام صالح إحتل الجنوب بضوء أخضر من المبعوث الدولي المكلف بإذابة الجليد بين الطرفين.
ومع إشتداد الأزمة في اليمن تدخلت. الأمم المتحدة وأرسلة مبعوثيها كالذباب إلى اليمن للتسوية بين الأطراف المتنازعة بدءاً من جمال بن عمر ثم ولد الشيخ أحمد كلاهما كانا أدوات بيد الحوثي ،وهما من كانا يقدمان الدعم للحوثي تنفيذاً لسياسة أسيادهم في الدول الكبرى ،ونجح ولد الشيخ في تمهيد الطريق أمام الحوثيين كما فعل سلفه بن عمر عندها رأت الأمم المتحدة ضرورة تغييره بعد أن تمكن من وضع مخطط إيقاف الحرب في الحديدة لخليفته غريفيث الذي أضفى الشرعية على المتمردين الحوثيين فيما عرف بإتفاق إستكهولم الذي منح المتمردين آفاق جديدة وأعطاهم الضوء الأخضر بالتوجه جنوباً بمباركة أطراف في الشرعية.
وعلى وقع دقات ولد الشيخ أحمد جاء غريفيث محملاً بسياسة الكيد كمنقذ حقيقي للمتمردين الحوثيين وفقاً للخطة التي رسمتها له الأمم المتحدة ليشرف على تنفيذها بدقة ،ومايؤكد ذلك الأعمال التي يقوم بها المتمردين الحوثيين ضد اللجنة الدولية في الحديدة أمام مرأى الرعاة الدوليين للإتفاق ، ولم يحركوا ساكن ،هذا يعني أن هناك مؤامرة دولية تنفذ بدعم الأمم المتحدة لتمكين الحوثيين من حكم اليمن والا ماذا يعني تأخر الحسم في معركة الحديدة ؟ التي توقفت تلبية لمصالح الدولة الكبرى ،وهذه لعبة الرجل العجوز غريفيث الذي يحاول بيع الوهم للنخب السياسية بينما باتت أجنداته الخبيثة مكشوفة للجميع.
القضية الجنوبية أساس الأزمة اليمنية وحلها حلاً عادلاً وفقاً لتطلعات الشعب الجنوبي ستنتهي معها كل المشاكل والصراعات ،لكن هناك من يحاول إستبعاد الجنوبيين من أي تسوية سياسية تضع حداً للحرب في اليمن ،فكل مايدار من المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن عبث يراد منه إطالة أمد الحرب وترسيخ حكم المليشيات الإنقلابية ،بينما يتعاملوا مع الجنوب بطريقة مغايرة ويتجاهلون هدفه العظيم الذي يسعى لتحقيقه الشعب في ظل تجاهل المبعوث لكل الأصوات التي تنادي بإستعادة الدولة.
نحن في الجنوب لدينا تجربة طويلة ومريرة مع كل المبعوثيين الذين جاءوا الى اليمن بدء بالأخضر الإبراهيمي الذي باع الجنوب في عام 94م مروراً ببن عمر الذي تعمد تهميش القضية الجنوبية وبن الشيخ الذي تغابى بقصد وتجاهل حق الجنوبيين ورقص على أحلامهم وتعاطف مع أتباع إيران ،حتى جاءت فترة العجوز المدعو غريفيث الذي أنقذ المتمردين من موتهم المحقق بعد أن تم إيقاف ألوية العمالة الجنوبية على أبواب مدينة الحديدة بإتفاق إستوكهولم الذي جعل المتمردين الحوثيين ينقلوا جحافلهم نحو الجنوب وهو مايرده أعداء الجنوب من الإخونجيين.
ستنتهي مهمة غريفيث بعد أن تسقط مأرب في يد أتباع المجوس ،وسيتم إستبداله بمبعوث آخر ستوكل إليه مهمة تسهيل مرور الإنقلابيين إلى الجنوب ليستكملوا سيطرتهم عليه بدعم من الأمم المتحدة التي تسهل مرور الأسلحة لهم عبر وسيطها الأممي الخاص الى اليمن الذي زاد من رحلاته المكوكية الى صنعاء ،فقد أصبح غريفيث كالسم المدسوس في العسل يحاول القفز على قضية الجنوب بمبادرات عقيمة صصمت خصيصاً لإنقاذ أسيادة المتمردين الحوثيين.