ناصر التميمي يكتب لـ(اليوم الثامن):
حكومة المناصفة وخطوة الألف ميل ..!!
يبدو ان الطريق أمام حكومة المناصفة التي جمعت الجنوب والشمال في أول حكومة مناصفة حقيقية منذ مابعد عام ١٩٩٤م التي اجتاحت فيه قوات نظام صنعاء الجنوب وأقصت الجنوبيين من المشهد السياسي ، وبعد نضال طويل ومرير خاضه الجنوبيين من اجل إستعادة الدولة الجنوبية التي احتلت عام ١٩٩٤م على مدى السنوات الماضية ،ومن رحم هذه الثورة الجنوبية ولد المجلس الانتقالي الجنوبي بعد محاض عصيب ،حيث كانت المرحلة تتطلب توحيد الصف الجنوبي الذي كان يعاني من الشتات والتفرقة ،الا ان القائد الفذ عيدروس الزبيدي نجح في تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي خاض مرحلة طويلة ومعقدة من الحوار مع الشرعية اليمنية حقق فيه الوفد التفاوضي الجنوبي مكاسب كبيرة منها الاعتراف الدولي وعودة الجنوب الى وضعه الطبيعي الذي كان قائماً قبل حرب صيف ١٩٩٤م من خلال مشاركته في حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب .
فحكومة المناصفة الطريق أمامها ليس مفروشاً بالورود كما يتوقع الجميع ،بل الطريق ملئ بالمخاطر والاشواك التي يحاول وضعها أعداء الجنوب لارباك المشهد في الجنوب وإعاقة عمل حكومة المناصفة التي أزعجتهم واثارت حفيظتهم ،وماحصل يوم الاربعاء في مطار عدن الدولي من حادث اجرامي مؤسف دليل واضح بأن أعداء الجنوب والذين إستبعدوا من الحكومة هم يحاولون اليوم بشتى الطرق والوسائل إفشال حكومة المناصفة ،لكنهم حتماً سيفشلون .
نحن نعلم جيداً بأن هناك ملفات كبيرة مطروحة على طاولة الحكومة بحاجة الى وضح حلول عاجلة ومستدامة لها وفي مقدمتها ملف الكهرباء والمياه والرواتب واعادة الاعمار وتدهور العملة وغيرها كل ذلك يتطلب من الحكومة بذل مزيداً من الجهود من اجل تطبيع الحياة .
الشعب اليوم في الجنوب والشمال ينظر الى هذه الحكومة وكله امل فيها كونها جاءت في مرحلة حرجة وصعبة لذلك لزاماً عليها ان تسخر جل جهدها لخدمة المواطن البسيط الذي عانى الأمرين في عهد الحكومة السابقة التي يسيطر عليها الإخوان المسلمين .
يتضح جلياً بأن حكومة المناصفة عازمة بقوة هذه المرة على تذليل الصعاب وإحداث تنمية شاملة في كافة القطاعات وطي صفحة الحكومة السابقة بكل مآسيها،وحسب تصريحات اغلب الوزراء بأنهم لن تثنيهم الاعمال الإرهابية مهما كان حجمها عن تأدية مهامهم الوطنية الجليلة أبداً .
وكما يقول المثل مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة فإن حكومة المناصفة عليها ان تبدأ أولى خطواتها بخطوة كبيرة وعظيمة تعيد بها الأمل في نفوس الشعب الذي عانى الويلات جراء سياسة الحكومات السابقة ،والناس كلها أمل فيها ويتعشمون فيهم الخير .