ناصر التميمي يكتب:

عندما يثور المهريون إعلم أن الجنوب يسير في الإتجاه الصحيح

تعد المهرة واحدة من أهم وأغنى المحافظات الجنوبية بالثروات وهي البوابة الشرقية للجنوب ، كغيرها من محافظات الجنوب التي وقعت تحت الإحتلال اليمني في عام ١٩٩٤م ،حيث تعرضت ثرواتها وخيراتها للسلب والنهب المنظم على مدى السنوات الماضية من عمر الإحتلال ومازالت تعاني الى اليوم ليس هذا فحسب بل عمد الإحتلال اليمني الى تهميش أهلها وإقصائهم وسلمت السلطات الى من جاء من شمال الشمال وعينة من العملاء التابعين لنظام صنعاء على حساب السكان الأصليين .

ومع إندلاع ثورة الحراك الجنوبي في عام ٢٠٠٧م ثار المهريون كغيرهم من الجنوبيين ضد الإحتلال اليمني الذي عاث في الأرض الفساد ،وسجل أبناء المهرة حضوراً كبيراً على مدى السنوات الماضية من عمر الثورة الجنوبية ،ولم ترهبهم آلة المحتل وأسلحة الفتاكهة وواجهوها بصدورهم العارية في سبيل إستعادة الدولة من براثن الإحتلال اليمني الهمجي القادم من عصور التخلف .

والذي لم يفهمه المحتلين ولم يستوعبوه جيداً بأن المهرة جنوبية ولايمكن لها أن تغرد خارج السرب مهما حاولت القوى الدخيلة على المجتمع المهري فرض مشاريع وهمية عدمية ليس لها مكان في قلوب الناس ،ظلوا خلال الفترة الماضية يتغنون في إعلامهم المفضوع بأن المهرة ليس مع الإنتقالي وأهلها مع الشرعية المتهالكة فجأتهم الرسالة قوية ومزلزلة من حيث لايعلمون يوم السبت الماضي عندما قال المهريون كلمتهم الفاصلة بتأييدهم المجلس الإنتقالي والإدارة الذاتية وأسكتوا كل الأصوات التي كانت تنادي وتتبجح علانية بأن المهرة في قبضتهم ،وانتصرت المهرة للحق الجنوبي في يوم تاريخي سيسجله التاريخ في صفاته كإنتصار كبير على قوى الشر والتخلف التي تحاول حرف البوصلة عن إتجاهها الحقيقي .

لقد تمكن أبناء المهرة من إنجاح الفعالية رغم كل العراقيل والمطبات التي قامت بها قوى الشرعية الفاسدة وأعوانهم من أبناء جلدتنا الذين باعوا أنفسهم للشيطان بحفنة من الريالات ،الا أن فعالية المهرة إستطاعت كبح جماح المتشديق بإسم اليمننة والأقلمة .

لقد فشل الأعداء غي المهرة كما فشلوا في سقطرى وحضرموت وعدن وبانوا للعالم على حقيقتهم الزائفة ،ليعلم من لازال يبيع الوهم إن المهرة قد نفضت غبار الإحتلال وسوف تكون على خطى سقطرى وعدن والضالع ، وتنتهي فيها كل المشاريع الضبابية التي يسوق لها البعض من مرتزقة الشرعية .

حضرموت قالت كلمتها والمهرة أعلنتها بصوت عالي إهتزت معه الجبال في يوم تاريخي من تاريخ الجنوب سجله أبناء المهرة بسلميتهم رغم كل الأعمال القذرة التي أرادوا بها إسكات صوت الحق ففشلوا فشلاً ذريعاً أمام صلابة هذا البركان المهري الذي أحرقت حممه خيوط كل الأوراق القذرة التي تلعب بها شرعية العار ،وإنتصر صوت الحق الجنوبي وأثبتوا للعالم بأنهم مع الإنتقالي الذي يمثل الإرادة الشعبية الجنوبية ومؤيدين للإدارة الذاتية الجنوبية التي أصبحت أمر واقع.

هذا بحد ذاته نجاح كبير للمجلس الإنتقالي الذي إستطاع ان يحشد هذه الجماهير الهائجة في محافظة المهرة وأسقط كل الرهانات والحسابات المغلوطة التي كانت تروج لها بعض القوى المستنسخة ،ومن المهرة جاءت التباشير بالنصر الجنوبي المؤزر على قوى الإحتلال وأعوانهم من العملاء والخونة الذين يصطادون في المياه العكرة ،يجب أن تعرف هذه القوى إن المهرة لم تعد بأيديهم وعليهم لملمة قشهم والرحيل قبل أن يرحلوا بالصميل ،فعندما يثور المهريون إعلم أن الجنوب يسير في الإتجاه الصحيح.