
منى الجبوري تكتب:
ما يهم إيران لا يهمنا!
في أية منطقة جغرافية في العالم حيث تقع مجموعة دول الى جوار بعضها، تكون هناك دائما مصالح واعتبارات مشتركة وأمور متفق عليها بين تلك الدول من أجل أن تسير الاوضاع بصورة تخدم مصلحة الجميع، ولكننا عندما نتأمل في المنطقة نجد هناك ثمة خصوصية وميزة تجعل منها مختلفة عن المناطق الاخرى التي تماثلها، ولا ريب من إن سبب ذلك يعود الى النهج السياسي ـ الفكري الذي تلتزم به إيران بالاضافة الى الدور الذي تقوم به في المنطقة والذي يدور حوله ألف علامة استفهام واستهجان!
الحالة الايرانية الشاذة التي هي وراء معظم الاوضاع السلبية في المنطقة مع تأثيرات وتداعيات على بلدان العالم الاخرى، من أهم مميزاتها التدخلات المختلفة التي تقوم بها في بلدان المنطقة ومن ثم تعمل من أجل فرض تلك التدخلات بمثابة حقيقة وأمر واقع على المنطقة، خصوصا أذرعها وطوابيرها الخامسة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، حيث تسعى بسبب من نفوذها وهيمنتها ليس فقط من أجل جعلها قوى سياسية معترفة بها وانما لمنحها أولوية وامتيازات بحيث تكاد أن تصبح دولة داخل دولة كما في حالات حزب الله اللبناني والحوثيين وميليشيات الحشد الشعبي في العراق.
ما يهم إيران دائما بقاء وإستمرار نفوذها بالطريقة والاسلوب القبيح والممجوج الذي يختلف عن أساليب كافة دول العالم التي تبحث لها عن مناطق نفوذ، ذلك إن هناك دائما ثمة قواعد وضوابط وأعراف لا يمكن تجاوزها، لكن في الحالة الايرانية فإنه وبسبب إستخدام وتوظيف الدين لأغراض وأهداف سياسية وإقتصادية وأمنية، فإن كل شيء مباح أمامها، في الوقت الذي تلتزم فيه دول المنطقة بالمقابل بالاعراف والقوانين والضوابط الدولية المعمول بها بهذا الصدد، ولكن وكما هو واضح فإن ذلك يمنح إمتيازا خاصا وإستثنائيا لإيران على حساب المنطقة.
الدعوة الاقليمية والدولية من أجل حل الميليشيات التابعة لإيران والتي صارت مصدر تهديد لأمن وإستقرار المنطقة، ترفضها إيران بقوة بل وإنها تعتبرها مٶامرة كما جاء في تصريح علي شمخاني، أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني، وهذا التصريح في حد ذاته يعد إستفزازا صفيقا للمنطقة والعالم، ذلك إنه يدافع عن ما يمكن وصفه بأذرع لإيران في المنطقة ويعمل من أجل فرض بقائها رغما عن رغبة وإرادة دول المنطقة والعالم، ولئن كانت تلك الدعوات التي تم إطلاقها لحد الان من أجل حل الميليشيات التابعة لإيران، نظرية بحتة ومجرد تصريحات لا تتخطى المكان الذي تم إطلاقها فيها، فإن من المهم جدا أن تعلم بلدان المنطقة بأنها لو بقيت 100 عاما تدعو من أجل حل تلك الميليشيات فإن ذلك لن يجدي نفعا ما لم يقترن بإجراءات عملية على الارض!