ثابت حسين يكتب:

قراءة أولية للقرارات الرئاسية (الأخيرة)

في الفرضية الثانية القائمة على افتراض أن الرئيس هادي راق له اللعب على المتناقضات فأراد بهذه القرارات استفزاز الجنوبيين لدفعهم إلى اتخاذ خطوات تصعيدية أكثر ...هذا الافتراض يقوم على رصد لرد فعل الجنوبيين على القرارات السابقة حين واجهوا قرار عزل محافظ عدن السابق عيدروس بالتضامن واستغلوا هذه الفرصة لإعلان التفويض الشعبي لهذا القائد بعد سنوات من الحوارات والجدالات لإيجاد حامل سياسي لقضية الجنوب يحظى بتأييد شعبي وسياسي ورفعوا مقام عيدروس من محافظ إلى رئيس، وساروا قدما في تشكيل واستكمال هيئات المجلس بآليات وإختيارات موفقة إلى حد كبير قياسا بالماضي وبتعقيدات الحاضر .
كما تقوم هذه الفرضية على قراءة أسلوب تعامل الحاكم العربي وخاصة اليمني مع المعارضة ومع المتناقضات وإدارة البلد بالمزيد من الأزمات .
لذلك فإن هذه الفرضية قد لا تعني حسن نية الرئيس هادي بل قد تعني سوء النية لدفع المجلس الانتقالي نحو أفعال متهورة ووضعه في مواجهة مباشرة مع دول التحالف العربي .
افتراض حسن نوايا الرئيس هادي نابع من أن المحافظين المعينين في الضالع ولحج بدلا عن المحافظين السابقين لا يقلان كفاءة ونزاهة وولاء للجنوب عن سابقيهما كما كان الحال بالنسبة لحضرموت ايضا .. وبالتالي يكون المكسب مكسبين بالنسبة للمجلس الانتقالي : محافظون ووزراء آثروا الوقوف مع شعبهم على امتيازات السلطة الزائلة وبالتالي يكونوا قد تخلصوا من أي التزام وظيفي يقيد حرية الحركة والتعبير ، إضافة إلى ذلك محافظين جدد أكفاء ومؤيدين للمجلس .
أما ما يثبت عكس حسن النوايا أي سوء النية تجاه الجنوب فيكمن في تعيين كل من الميسري والجبواني في منصبين حساسين رغم ما لهذين الشخصين من سجلات حافلة بالعدوانية والاستفزاز والكراهية والإساءة للجنوبيين بلغة هابطة لا تمت لثقافة الاختلاف السياسي باي صلة.. ناهيك عن عدم توفر الحد الأدنى من شروط شغل هذه الوزارات السيادية.
وبشكل عام كانت بدائل الشرعية في التعيينات الوزارية غير موفقة بل زادت الأوضاع سوء وفشلا بدء من استبدال علي محسن وبن دغر بدلا عن بحاح والمخلافي بدلا عن ياسين وأخيرا الميسري بدلا من عرب والجبواني بدلا من الحالمي !!! 
هذا مؤشر على حالة الإفلاس التي وصل إليها صانع القرار الرئاسي من ناحية والرغبة المبيتة لخلق صراع جنوبي جنوبي ناهيك عن نقل المعركة نحو الجنوب بدلا من الايفاء بالالتزامات والتعهدات المقدمة للتحالف بتحرير الشمال من الحوثيين من ناحية أخرى !
بالمجمل ستشهد الفترة القادمة المزيد من التصعيد بين المجلس وشعب الجنوب من جهة وحكومة الشرعية من جهة أخرى الأمر الذي سيضاعف من التحديات والتعقيدات جنوبا وشمالا.