نقطة نظام
المرجعية الزيدية .. من القوة إلى الانحدار ؟!
من منا لا يقر بأن (الزيدية) في اليمن كانت صاحبة (اللحمة) و التماسك الذي جعل لها حضوراً وسيطرة على شمال اليمن .. ومن منا من كان لا يشعر بأن هذا التلاحم و التماسك و القوة قد جعل هذه العقيدة والعشيرة والجماعات المنتشرة في أصقاع العالم تقول كلمتها المسموعة في الاحداث داخل اليمن و خارجه !.
وهذا الوضع الذي ساد في حياة المجتمع الزيدي أمتد حتى العام 1994م؟!.. فمن ذلك العام .. وتحديداً من يوم الفتوى التي أطلقها أحد معاقل الزيدية باستباحة دم الجنوبيين في الحرب الظالمة للشمال ضد الجنوب .. من ذلك العام .. ومن تلك اللحظات التي أنطلقت فيها تلك الفتوى المشؤومة (انفرط حبل المسبحة) وبدأت أركان الزيدية (من داخلها) تتآكل وتتهاوى قلاعها لأسباب اندفاع عناصرها المتنفذة نحو استباحة الجنوب ثروة وأرض وأنسان ؟!.
لقد استعدت (انا) قصة انهيار سد مأرب العظيم .. ودور الفأر الذي سحب حجر الزاوية .. أو كما يسمونه أبناء الريف (الماضور.. و هو حجر صغير يمسك الأحجار الكبيرة) فتهاوى السد وطمرت مياهه الارض وهدمت المدن والزرع وكل ما من شأنه يقوّم مدماك مملكة سبأ العظيمة ؟!.
هكذا الأمر كان وصار عليه الحال .. فأر أودى بحضارة عظيمة في دولة لازالت مآثرها تروى حتى يومنا هذا .. و قصة الفأر الذي هد هذه الدوله هى شبيهة الى حد بعيد بقصة المفتي الذي أفتى باستباحة ارض وثروه وانسان الجنوب ليتحول الأمر الى كارثه هدت صرح البناء الذي شيدته المرجعية الزيدية لأبناء العشيرة والقبيلة في الشمال ؟!.
ألم يعد الأمر غائباً عنا و نحن نرى عتاولة الفيد من أبناء الزيدية بعد أن نهبوا وسلبوا حتى فاقت الوصف أعمالهم المشينة .. و تضخمت كروشهم حتى التخمة فأصبحوا في عداد النسيان في معاقل هذه العقيدة و جماعتها ؟!.. أين هم فطاحلة المرجعية الزيدية ليقولوا شيئاً في ما آل اليه وضعهم .. نحن لا نتوقع منهم أن يقيمّوا ما حدث بنظره فاحصه و يشيروا الى مكان الخلل و الأسباب التي أودت بهم الى هذا الحال .. لأننا نعرف لو حدث ذلك فإن العملية ستعود عليهم بإصبع الاتهام بأنهم السبب في كل ما حدث و يحدث للأمه ..
لم نر (أبناء العشيرة الزيدية) يتآمر الواحد منهم على من كان مختلفاً معه في فترة الانتشار نحو الارض المعطاء الجنوب ؟!..
ماذا حصل لمن رحل عن البلاد .. هرب الى (بلاد برع) و من بقى لازال يقاوم .. رغم أن هناك فئه تدعي بأنها صاحبة الأمر و النهي .. و تدعي بأنها ممسكه بالعقيدة لكن ما نراه (من تحت الطاولة) هناك (تربص .. و انتظار لحين تأتي الفرصة) ليصفى كل واحد غريمه حسب ما أقترفه الفرد في الجماعة ؟!..
ليس تشفي .. و لا هو أيضاً نكاية بمن ظلمنا و آثر نفسه على حقنا و حق أهلنا و أرضنا .. و لكن ما من شك في أن الزيدية في سابق حالها كانت تمثل شريك فاعل في تكوين العملية الثورية الناضجة التي جعلت للحياة معنى .. و هناك من أبناء هذه العشيرة من الذين لعبوا دوراً فاعلاً في الثورة هنا في الجنوب و هناك في الشمال الا أن هؤلاء للأسف قد قهرتهم العناصر الفاسدة التي استحكمت بأمور هذه العقيدة وجعلتهم يموتون كبداً .. رحم الله الثلايا والسلال والزبيري والحمدي والغشمي .. أما غيرهم فإنهم لا يستحقون منا سوى أن نرفع أيدينا للسماء لتأخذ حقنا منهم في الداخل أو الخارج .. أحياءً أو أمواتا تحت الثرى لا رحمهم الله جميعاً "..
الخلاصة : كنت (وربما لازلت) مولعاً بقرأت كتب التاريخ .. تاريخ اليمن (كما يطلق عليها .. وأن كنت مختلفاً مع من يصر على أن التاريخ القديم كانت تسميه البلد باليمن) .. و هذا الرأي قد عبرت عنه صراحة في المؤتمر الأول للقضية الجنوبية في القاهرة /مصر عام 2011م .. و طلبت من يستطيع أن يفيدني بأن هناك دولة أكرر دولة تحمل اسم اليمن حتى العام 1920م .. دون زعل لأن نشؤ الدولة في الشمال كانت تحمل أسم (المملكة المتوكلية الهاشمية) .. فلا فيها (عربية و لا يمنية) ؟!.. و بقية الرحلة لاسم البلد لا داعي للتطرق له لأنه معروف .. و نقصد بذلك ترحل اسم البلد من الجمهورية العربية اليمنية الى آخر التسمية بالجمهورية اليمنية ؟!.. تعالوا لنقعد بهدوء و بلا تحامل لندرس التاريخ جيداً .. و نشوف من منا على حق .. و من منا مخطئ .. و كلنا أولاد آدم .. و آدم من تراب ؟!.. و السلام ختام ؟!.
خاص باليوم الثامن