نقطة نظام..
ما بعد إعلان الوحدة ؟!
انتظرت الجماهير في الجنوب كثيراً منذ خرجت ثائره في 7/7/2007م في ساحة العروض / الحرية بخورمكسر/ عدن .. و أعلنت في ذلك اليوم العظيم عن أداتها و إطارها الثوري المعبر عن قضيتها العادلة .. القضية الجنوبية ؟!.. رغم أن المعاناة التي عاشتها هذه الجماهير قد بدأت منذ اليوم الاول للوحدة غير المباركة و المشؤومة .. و أكتملت صورة المعاناة أكثر و أكبر من يوم الحرب الظالمة الأولى على الجنوب عام 1994م !!.. لقد برز الصراع الحاد بين شمال الوحدة و جنوب الحرية في صور الظلم و الاضطهاد الذي مورس بحق الاحرار الذين سعوا للتعبير عن نضالهم الشرعي لنيل حرية شعبهم في الجنوب فشُرد من شُرد و قتل من قتل و عذب في سجون النظام الظالم في صنعاء العديد من المناضلين منذ يوم الحرية في 7/7/2007م ؟!.. و كشفت القوى الحاقدة على الجنوب في نظام صنعاء أن الوحدة المزعومة هي وحدة شعب الشمال و لا صلة لها بالشعب المقهور في الجنوب !.. و قد كتبت ذات يوم في أحدى الصحف المحلية مقاله بعنوان (الوحدة أغنت الشمال .. و أفقرت الجنوب ) !.. و هذا ما حدث بالفعل .. فعندما نرى و نلمس شعب الشمال كيف يثور و يجن جنونه عندما تتحرك جماهير شعب الجنوب للتعبير عن رفضهم لوحدة الظلم و القهر و الإلغاء و تخرج رموز و قيادات الشمال عن وعيها بشتم و سب الجنوب و شعبه و إتهام هذا الشعب الجنوبي العظيم بانه إنفصالي ؟!.. اليس ذلك دليل على أن الوحدة هي وحده شعب الشمال .. هذا الشعب الذي فصل نفسه عن (لحمة) الارض و الانسان لما قبل وحدة الضم و الاكراه ؟!.. ياه .. الا نرى أن هؤلاء يكشفون عن حقيقه ما نقوله بانهم يدافعون عن وحدتهم و يطالبون بفرضها بالقوة على شعب سعى و يسعى لنيل حريته و حقه في العيش الكريم ؟!.. فكل من يريد الوصول الى ما نقوله بشأن تحسن أحوال أبناء الشمال و تدهور احوال أبناء الجنوب تحت مظلة الوحدة المزيفة ، (فتعالوا) لنلقي نظره فاحصه للمشاريع الخاصة بالجنوب و التي تم تحويلها للشمال .. حتى الكباري و الانفاق في صنعاء هي من مخصصات مدينة تاريخيه في الجنوب .. و لنلقي نظره كيف كان ابن الشمال قبل الوحدة و كيف صار بعد الوحدة .. و العكس بالنسبة لابن الجنوب كيف كان قبل الوحدة و كيف أصبح بعدها ؟!..
لذا فإننا نقول بأن إعلان عدن التاريخي جاء في وقته .. و جاء ليتوّج نضال شعب الجنوب و يضع نضاله و كفاحه في مجراه الصحيح ؟!.. فقد كنا نضع أيادينا على قلوبنا قبل الاعلان لما وصلت اليه القضية الجنوبية على مستوى الداخل !.. و كل الجهات الرسمية خارجياً و داخلياً يكررون ما كان يؤلمنا و يورق مضاجعنا بأن القضية الجنوبية لا توجد لها قياده موحده .. و هذا ما كنا نتمناه و نسعى اليه .. بأن يكون للجنوب وحدة قياده .. ذات هدف واحد .. و مسعى واحد للوصول الى مطالب الجماهير الجنوبية لنيل حريتها و وصولها الى حقوقها الضائعة ؟!.. لذا .. فإن المهمة الرئيسية التي نتطلع الى تحقيقها من قبل القيادة السياسية هي مراجعة ما اضطلعت به جماهير الجنوب من خطوات جريئة و شجاعة في مسيرة كفاحها و نضالها الشريف و بالمقابل برضه يجب مراجعة ما صدر من أعداء القضية الجنوبية من أحتراب و تعطيل و تشويه في مسيرتها النضالية .. و من هذه الارضية تنطلق القيادة السياسية لكي تحمي خطواتها و تثبتها في المجرى الصحيح !.. ثم على قيادتنا السياسية فتح الابواب (مع الحذر) على كل الجهات الرسمية و الشعبية و جعل كل شيء في هذا المجال رهن المصداقية المطلوبة منهم و معهم .. و الاصدقاء قبل الاخوة و الاخوة ترفع عنهم الشكوك التي كانت تعيق تواصلنا معهم ؟!.. و زرع الثقة بين القيادات السياسية و الشعب .. و نلغي ما كان يعرف في الماضي القريب و البعيد (الكوفية على كل رأس) .. أي أن الرؤوس خاليه من التهم حتى تثبت التهمه و التورط في الاضرار بالوطن و أهله ؟!.. فالمتهم برئ حتى تثبت إدانته ؟!.. و علينا ان نضع مقاييس عند الاختيار .. أي أننا بحاجه بأن يكون لدينا قواعد في التعامل مع الاصدقاء وفق المصالح المشتركة .. و لا ضرر و لا إضرار بيننا و بين الأخرين طالما و لنا و لهم مصالح لا تمس .. و لا تضر حقوقنا في الوطن و بين الناس في بلادنا الغالية ؟!.. و لنا حديث في الوقت المناسب .. فالليل لازال (يرخى سدوله) و السماء لازالت ملبّده بالغيوم ؟!.
آخر الكلام :-
على القيادة السياسية في الجنوب ان تنقّي ثوبها من الشوائب .. و الشوائب التي نشير اليها محددة الملامح .. فهناك من يستغل كفاح الشعوب لنفسه و لأسرته .. و هناك من يتاجر بالقضايا .. و الامثلة كثيره .. بل و هؤلاء الذين أطلق عليهم (ثوار نوفمبر) في الثورة الأم (14 أكتوبر 1964م) في الجنوب و رمزها عدن هم أنفسهم عادوا ليعتلوا منصات المليونيات و يتصدرون الصفوف الاولى و هم أول من كان يطعن الثورة من الخلف ؟!.. فيا قيادتنا ... الامر واضح .. ألم تسمعوا من (المتشعبطين) بتلابيب الشرعية و قطار الثورة الجماهيرية كيف يسلكون و كيف يشحذون الهمم لكي يوصلّون أفراد أسرهم للمراكز و المناصب .. و لكم مثل حي للذين (يداحشون) لتوصيل زوجاتهم الى المراتب القيادية .. هل هناك ثقه في هؤلاء ..و أمثالهم كثير .. فالحذر .. الحذر كل الحذر من هؤلاء .. فهم السبب في إفشال كل مخطط يهدف للرقي .. و هم من كان يلوّح بأن خط مسار الثورة غير صحيح .. و يبثون سمومهم القاتلة بين صفوف القيادات الوسطية .. بل و بين الجماهير ؟!..
و لنا لقاء ؟!