شهاب الحامد يكتب :

حول دعوة " التظاهر لعودة الرئيس هادي" ..

بعد أن اختطفوا الرئيس ومؤسسة الرئاسة ، يخرج علينا من ينادي بعودة الرئيس إلى اليمن بمعنى (أن الرئيس يقبع رهن الاعتقال أو الحجز ) كما قال الوزير صلاح الصيادي.

هذه الأسطوانة الجديدة وبهذا الزخم اليمني (الشمالي) المتصاعد ،هي تعبير منطقي عن حالة الوهن في جبهات الاستنزاف البلسنية على مدى الأعوام الماضية ، كما وأنها إعلان صريح عن الانتقال من مرحلة التذبذب إلى مرحلة القفز من سفينة السعودية إلى حيث تبحر سفن إيران وقطر.

أراد الوزير الصيادي أن يحرج الرئيس أمام التحالف والعالم المجمع على تأييد ودعم الشرعية كما يدعم التحالف بمشروعية التدخل في اليمن مشفوعة بقرارات دولية ، يصعب القفز عليها أو استنساخها لجهة أخرى كما يفكر الصيادي ومن قبله الجبواني وقبلهما توكل كرمان ، والجميع يدورون دورة كاملة في الفلك الموازي للسعودية والإمارات ، وليس أدل على ذلك من إشارة الصيادي لمن التقطها عندما شبه الحالة بسعد الحريري ودعا الشعب اليمني للتظاهر والاعتصام من أجل عودة الرئيس ، تماماً كما حدث في لبنان !.

نعم .. يتواصل إحراج الرئيس مع حلفائه بطريقة فجة من وزراء شرعيته المتململين ، وإحراجه أيضا أمام الشعب عندما ينادي الجميع بالقول : (أدعو الجميع للتظاهر والاعتصام حيث ما يسمح الوضع بذلك ) !.

قال : "حيثما يسمح الوضع بذلك" .. ولم يحدد مكاناً بعينه للتظاهر والاعتصام لا شمالا ولا جنوبا ، وهو يعلم ونحن نعلم أن الشمال كله باستثناء جزء صغير من مأرب ، يرفض عودة الرئيس هادي بأي صفة وتحت أي ظرف كان ، وإلا ما الداعي للانقلاب والحرب وعاصفة الحزم وكل هذه الكوارث ، إذا كان سيخرج شعب الشمال للمطالبة بعودة الرئيس ؟!.

أما الجنوب يخيل إليه أنها الساحة المحتملة على الأرجح بالنظر إلى ساحات الشمال المستحيلة ، ولما للدعوة الجنوبية من أهمية في حال استطاعوا تنظيم مظاهرات تدعو لعودة الرئيس ، مع العلم أن لا احد يرفض عودة الرئيس من حيث المبدأ إلا من إشاعات المنع التي أطلقها إعلامهم في أوقات سابقة ، لكنني على يقين أن لا أحد سيتظاهر في الجنوب لعودة الرئيس طالما والرئيس لم يطلب ذلك كما وأنه لن يتظاهر أحد ضد التحالف إجمالا ولا ضد دول بعينها طالما والدعوة للتظاهر إخوانية مغرضة.

لا أدري كيف يكون الرئيس محجوزاً وهو يشارك في مؤتمرات القمة العربية ويشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ويستقبل وزراء وسفراء ومندوب الأمين العام للأمم المتحدة ويعقد اجتماعات الحكومة ويوقع القرارات ويتم أداء اليمين الدستوري أمامه ؟!.

يرى التحالف والكثير من المراقبين والمحللين أن الرئيس يبقى هكذا في الحفظ والصون (وقيل أنها نصيحة أمريكية) لأنه الضامن الوحيد لاستمرار عمليات التحالف حتى النهاية ، على عكس المتطلعين للسيطرة على القرار السيادي بعد أن تمكنوا من احتواء الرئيس ومؤسسة الرئاسة بالكامل ولم يبقَ إلا نقل صلاحياته وانتزاع القرار السيادي منه لإحكام القبضة الإخوانية على المشهد كليةً بما في ذلك طلب وقف الحرب أو فرض تحالفات جديدة أو الاستمرار على قاعدة "قلوبنا معك .. وسيوفنا عليك " !.