شهاب الحامد يكتب:
خطوات لملس و واقعنا المفخخ
لافرق بين من يبارك خطوات محافظ عدن ويصفها بـ (البداية الصحيحة) ويتمنى له الفشل لان نجاح المحافظ نجاح للإنتقالي ، وبين من سمح او دعم او سهّل او سكت عن جائحة العشوائيات التي أكلت البر ودفنت البحر في عدن منذ سنوات ..
لم يسأل احد من قبل لماذا تسمح السلطات في عدن للعشوائيات والفوضى باستباحتها ، ولماذا رعت السلطة في عدن الفوضى ومنهجتها ودعمت البلطجة وباركتها ولماذا لم يسجل موقف احتجاج للسلطة ازاء مايحدث ان لم يكن برعايتهم وتحت نظرهم، ولماذا مازالوا يراهنون على الفوضى والبلطجة لتعطيل وبعثرة جهود المحافظ لملس اولا ومواجهته بعصيان اوامره والتمرد عليه ثانيا ، مالم فمصير الشهيد جعفر محمد سعد ثالثا !!.
كنا نقول ان من يحشد الآلاف في الوظيفة العامة ومن يسمح بالعشوائيات في عدن وصولا الى المواقع الاثرية والجامعات والمتنفسات والمنطقة الحرة ، انما هو يعمل على تفخيخ الحاضر وتفجيره في طريق السائرين الى المستقبل اذا ما اقتربوا من عروش الفاسدين .
وعندما جاء المحافظ لملس الذي قالوا عنه ( ان الرئيس هادي قد اختاره عنوة من بين اربعة نكاية في الانتقالي) وهي نغمة لاتطرب الا الحمقى والمأزومين وتشيء بعدم الرضا إبتداء ، والا فاصطفاف الشرعية خلفه اوجب وابدأ من اي موقف آخر طالما وهو مرشح الرئيس ونكاية بالانتقالي !!.
لكنهم بدل الاصطفاف نراهم يجتهدون عبثا لاثبات ان الانتقالي هو ابو العشوائيات وام الفوضى وجد البلطجة وان كانت هذه الموبقات تخص الشرعية وحدها، حتى ان احدهم يتحدى محافظ عدن ان يهدم العمارة الواقعة في حرم كلية الآداب بخور مكسر الأمر الذي وضعه في حرج مع اقرانه المهاجرين وانصار الشرعية الذين ينفون عنها تهم البسط ونهب الاراضي ويعفونها من المسؤولية المباشرة وغير المباشرة ما استطاعوا الى ذلك سبيلا.
نحن اليوم امام واقع مفخخ بالعشوائيات وانعدام الخدمات واهدار الطاقات وتبديد الامكانات وتعدد الولاءات واثارة النعرات، وطالما ونحن نتفق من حيث المبدأ على تصحيح الاخطاء وازالة العوائق وحماية المصالح الخاصة والعامة ، فمن مصلحتنا جميعا دعم جهود الأخ المحافظ وان ننتصر معه وبه للحق والقيم والنظام والقانون او للمحافظة على ماتبقى منها على الاقل بدلا من الاجتهادات السخيفة والجدال البيزنطي العقيم الذي يبقينا جميعا كما كنا ومازلنا ندور في حلقة مفرغة بلا توقف.