أنيس الشرفي يكتب:
مهمة غريفيث مع أدعياء الحق المطلق !!
رغم إيقان مختطفي الشرعية بأنهم أصبحوا عالة عليها، بل صاروا ينذرون بزوال الشرعية واجتثاثها لتصبح أثراً بعد عين، لكنهم بقوا صماً وعمياناً يؤثرون أنفسهم عمن سواهم، بعد أن أعماهم حب الكرسي حتى غدا شعارهم أنا ومن بعدي الطوفان. جن جنونهم حين طلبت منهم دول التحالف فتح آفاق شراكة حقيقية مع الجنوبيين، وذلك بمنح الجنوبيين صلاحيات كاملة لإدارة المحافظات المحررة، فكان لسان حالهم كيف نترك الجنوب وهي الإوزة التي تبيض ذهباً ؟ فلا هم أحسنوا إدارة الجنوب المحرر، ولا هم حرروا الشمال الواقع تحت سيطرة الإنقلابيين الحوثيين. وبدلاً من ذلك، جعلوا من تسلطهم على القرار المركزي والمال العام والإعلام الرسمي، سياطاً لضرب الأمن والإستقرار في الجنوب المحرر، ونشر الفوضى وشراء الولاءات، وخلق الفتن وإذكاء الصراعات المناطقية، وتعطيل جهود إعادة بناء مؤسسات الدولة. بل وصل بهم الحال إلى دعم أعمال العنف والوقوف خلف عمليات الاغتيالات والتخريب وقطع الطريق، وذلك ما تؤكده الكثير من الأحداث ليس آخرها ما أثبتته حادثة القبض على الجنود التابعين لأحد الألوية التابعة لمحسن في شبوه، واتضح أن اللواء هو من يقف وراء عمليات التقطع والقتل والسلب والنهب للمسافرين، والتي راح ضحيتها عشرات المسافرين، وشواهد أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها. وأمام ذلك التعنت والغرور والغطرسة التي يمارسهما مختطفي للشرعية، فقد وصلت جميع الأطراف ذات الصلة في الداخل والخارج إلى قناعة تامة بـ "أن الشرعية أصبحت جزءاً من المشكلة لا جزءاً من الحل." ونظراً لأهمية استمرار الرئيس هادي بشخصه باعتباره صاحب الشرعية، فإن ما حوله يجب أن يشملهم التغيير، بحيث يعاد هندسة نظام الحكم وشكل الدولة في اليمن بشكل كامل. وإن أصر الرئيس هادي على الوقوف في وجه التغيير فقد يجرفه الطوفان، لأن من يتمسك بهم عبارة عن جماعات راديكالية مؤدلجة جُبلت على إدعاء الحق المطلق الذي يجب أن لا يناله سواهم، ويزعمون بأن قتل من ينازعهم ذلك الحق هو خدمة لإعلاء دين الله ودفاعاً عن أولياءه الذين اختارهم لخلافته في أرضه. فبئس ما يزعمون. لم يكن هناك من بدٍ أمام التحالف والمجتمع الدولي وشركائهم في الجنوب والشمال على حدٍ سواء، إلا أن يتعاونوا لإنقاذ البلاد من انهيار أصبح محتم فيما لو استمرت الحكومة الحالية متربعة على عر