أنور الرشيد يكتب:
اغتنموا الفرصة قبل توزيع الغنائم وفوات الأوان.
في السادس والعشرين من هذا الشهر الجاري أي بعد عشرة أيام تحديداً ستحل الذكرى الرابعة على أنطلاق عاصفة الحزم بعد ثلاث سنوات من الحرب ، والأنجاز الحقيقي والوحيد الذي تحقق على الأرض هو طرد القوات الشمالية من الأراضي الجنوبية وعودة الأراضي لِيَد المقاومة الجنوبية التي كللت نجاحها بعدة مليونيات نتج عنها مجلس أنتقالي جنوبي وجمعية وطنية كممثل شرعي وحيد للشعب الجنوبي.
اليوم هناك أنباء متداولة عن حوارات ومباحثات تتم على مستويات عالية بين فرقاء الحرب ، ولم نسمع فيما بين تلك الأنباء عن من يمثل الجنوب بها وهنا لابد من وضع اليد على الجرح الجنوبي الذي لن يندمل إلا بعودة دولة الجنوب لسابق عهدها ، حيث سبق وقلت بعدة مقالات ياشعب الجنوب لن يُقدم لكم التحرير والأستقلال على طبق من ذهب والفرقاء الأن يتقاسمون الكعكة دون أن يكون لكم رأي بها ولاحتى ذكر رغم أنكم أصحاب حق ، والمرحلة حساسة جداً والعالم يضغط لوقف الحرب وأنتم لازلتم لم تحسموا أمركم رغم كل التضحيات التي قدمتموها ، وكل ذلك في سبيل أنتظار دول الأقليم أن تتفضل عليكم باعتراف من هذا أوذاك .
الوضع لايحتمل التأخير أكثر من ذلك وتجربة الحوثي باحتلاله صنعاء وفرضه واقع جديد لم يتمكن أحد منا لقفز عليه وتجاهله ، واليوم يفاوضونه على الخروج بنتائج تُرضي مختلف الأطراف دون أن يكون بينها طرف جنوبي وهذه ستكون كارثة محققة حيث سيلتفت الحوثي للجنوب بكل قواه والأشتراكي وقوى الإصلاح التي لازالت تحتفظ بكل اسلحتها وقوتها في وادي حضرموت تتحين ساعة الصفر لتدخل الجنوب بحجة محاربة الأرهاب وليدخل الجنوب مرحلة لايعلم أحد على ماذا ستنتهي.
وأخيراً أُقدر وضع المجلس الأنتقالي والجمعية الوطنية الجنوبية وموقفهم السياسي المُخرج ، ولكن لايمكن النظر لمرحلة توزيع الغنائم وإعادة توزيع الأدوار دون أن يكون للجنوب دور أوكلمة أوموقف حازم بحافظ على مأتم تحقيقه من مكاسب بدماء شهداء الجنوب ، وكما يقول المثل فاز باللذات من كان جسوراً في البداية سيتم رفض الأعتراف بالجنوب ولكن عندما يكون ذلك أمر واقع ستعترف دول الأقليم والعالم بالجنوب لسبب بسيط جداً، وهو أن العالم لايعترف إلا بمن يمتلك الأرض ، أما المجاملات فهي لن تُعيد الجنوب كدولة .
فهل نسمع عن قرار من المجلس الأنتقالي وبتأييد من الجمعية الوطنية الجنوبية ودعم شعبي مليوني يكون رسالة للعالم بأن الجنوب عائد لأصحابه ولو كره الكارهون برسالة واضحة وهي الأعلان عن فك الأرتباط وعودة دولة الجنوب؟
هذا ماستكشفه الأيام والأسابيع القادمة قبل فوات الأوان.
المستشار أنور الرشيد