أنور الرشيد يكتب:
الجنوب إلى أين!!!؟
منذ فترة ليس بالقليلة وأنا ممتنع عن الكتابة بشأن أوضاع الجنوب والتطورات التي تحدث به على جميع الصُعد، طبعاً ليس لأني غير متابع لآخر مستجداته وأحداثه التي أتابعها يومياً ولكن للأمانة وبحكم ثقتي بالشعب الجنوبي عموماً لما له من مكانة لدى وثقة عالية بأنه شعب جبار وشعب لايُضاهيه شعب في العالم بخصلة الصبر التي يتحلى بها عن بقية البشر دائماً وأبداً، وتدفعني تلك الخصلة لأن تسحب أناملي وتضعها على ازارر الأحرف لتُنطقها لعل تلك الأحرف تصل لمن بيدهم قرار الشعب الجنوبي الذين خولوهم بعودة دولتهم لما قبل عام الوحدة المشؤومة التي جرت عليهم ويلات وقتل شباب الجنوب ونهب ثرواته وأفقروهم والأسوء من كل ذلك جعلوهم بعد أن كان الشعب الوحيد على مستوى العالم الذي اختفت به الأمية لترجعها وحدة قسرية كارثية لم يحصد منها الشعب الجنوبي سوى الكوارث بكل أنواعها.
الشعب الجنوبي قبل عشر سنوات (يا لها من من مدة قاسية) وبعد جُهد جهيد استطاع بفضل من الله ومن المخلصين من أبناء الجنوب بأن يؤسسوا لهم حاملاً يمثل قضيتهم العادلة وليخلصهم من الإحتلال الشمالي، ولكن -مع الأسف الشديد- لم يتحقق ذلك على أرض الواقع ولاأعرف لماذا المكلف شعبياً طوال تلك المدة لم يف بوعد الرجال للرجال؟ ولم أسمع تبريراً مقنعاً للأمانة عن سبب عدم عودة دولة الجنوب.
لذلك لا تلومونني ياشعب الجنوب عندما أُصاب باليأس والإحباط من عودة دولتكم أمام عجز واضح لمن كلفتوه بتلك المهمة ورغم ذلك الفشل في استرداد الدولة لا زال يوزع الوعود تلو الوعود التي حتماً لن تؤدي لعودة دولتكم وآن الأوان الذي يثبت به مصداقيته لديكم ويصارحكم -بكل شفافية- بالأسباب التي حالت دون عودة دولتكم ويتنحى ويترك المجال للآخرين لعل بيدهم عودة دولتكم المحتلة.
وأخيراً لا أملك إلا أن أتسائل يا سعادة اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي إلى أين تقود الجنوب!!!؟