أنور الرشيد يكتب:
هل ستُضيع هذه الفرصة سعادة اللواء عيدروس الزبيدي؟
لا أظن بأن هناك فرصة سانحه وذهبية مثل هذه الفرصة التي شكلتها الظروف بإنشغال دول الاقليم بالتطورات التي تحدث في مُجمل منطقة الشرق الأوسط، التي تُشير كل التوقعات بأن تتوسع رقعة الصراع بها، وهذا ما اتوقعه أنا أيضاً.
اليوم ياسعادة اللواء عيدروس يومك وفرصتك الذهبية لأن تستثمر تلك الاحداث وتخلط الأوراق بالاعلان عن عودة دولة الجنوب وأنت وراء ظهرك أكثر من ست مليون جنوبي سيخرجون -عن بُكرة أبيهم- لحماية قرارك الذي ينتظرونه منذ قرابة عشر سنوات وحتماً سيكون ذلك الإعلان مجرد هزة ارتدادية وحدث عرضي قياساً على التطور الذي يحصل في المنطقة ولن يلومك احد عندما تنتزع حق الجنوبيين بعد معاناة طويلة لاسابق لها لافي الجنوب ولا في المحيط الذي لم يكترث لمعاناة الشعب الجنوبي وأن ارسل بعض المساعدات فهي لاتعدو كونها حبوباً مسكنة لآلام الشعب الجنوبي.
عهد الرجال للرجال سعادة اللواء كما تُردد دائماً أزف اليوم، وأصبح جزء لايتجزء من أرض الجنوب ولكن ينقصه الفعل والتحرك لفرضه كأمر واقع لا مناص منه.
سعادة اللواء نصيحه لله ومن اجل إنقاذ الجنوب وشعبه وأنت تعرف بأن لامصلحة لي بذلك غير أني أُريد أن تتحقق احلام كل جنوبي وجنوبية وهو عودة دولتهم تحت قيادتك، أن الفرص الذهبية ياسعادة اللواء لاتأتي وفق ظروف يمكن خلقها وإنما الواقع هو من يخلقها، وواقع اليوم يختلف عن واقع الأمس ورحم الله أمرء عرف كيف يستثمر هذا الواقع وأعتقد إن لم تستثمر هذه الفرصة الذهبية الآن فلن تستطيع الوفاء بعهد الرجال للرجال ولا أعتقد أيضاً بأن التاريخ والظرف ستوفر لك فرصة ذهبية أخرى كما هي اليوم، والأمر متروك لسعادتك استغل هذه الفرصة واستثمرها وواجه العالم بحقيقة استرجاع حق الشعب الجنوبي.
أما من يروج بأن الانتقالي ينتظر الفرصة المناسبة ولا يريد الاستعجال أو أن هناك اتفاقيات لايمكن القفز عليها أو أن دول الاقليم لن تقبل بالإعلان عن عودة الجنوب بحكم أنهم حلفاء أو من يروج بأن لن يسند احد قرار فرض أمر واقع، فجميعها -مع الأسف- مثبطات وهزيمة نفسية تدفع بعدم انتزاع الحق الجنوبي أو لهم مصلحة بأستمرار الوضع على ماهو عليه.
وأخيرا قلتها وأوكررها لاتتوقع سعادة اللواء بأن يقدم لك احد عودة دولة الجنوب على طبق من ذهب، وهذا لم يحصل لأي شعب في التاريخ ولن يحصل مطلقاً للشعب الجنوبي الذي أنت مسؤول عنه أمام التاريخ وأمام شعبك الذي خولك باسترجاع حقه...
فهل تستثمر هذه الفرصة أم ستُضيعها كما ضاعت فرص ذهبية أخرى؟
هذا ما لا آمله منك ياسعادة اللواء.