أنور الرشيد يكتب:

مــتـى ؟!

كثيرة هي التساؤلات التي تصلني من متابعين يسألونني عن فك الأرتباط مع الشمال وعودة دولة الجنوب لما قبل عام 1990م ذلك العام المشؤم على الجنوب وشعبه ، وبنفس الوقت أتلقى لوم كثير أيضاً من متابعين لأني أقف مع الحق الجنوبي بأستعادة دولته . كل ذلك مقدور عليه وكثيراً ماحاولت أن أشرح جذور الأزمة وبداياتها ولماذا أعترض على أستخدام كلمة أنفصال وأُفضِّل أستخدام كلمة فك أرتباط ، مايهمني هو متى ؟ متى يأخذ المجلس الأنتقالي المبادرة ويفرض أمر واقع على الوضع الجنوبي وعلى دول الأقليم والمجتمع الدولي ؟ رغم أن الحق الجنوبي واضح ولايحتاج لكثير من العناء لأقناع أي طرف بهذا الحق المفترض ، أن جميع دول الأقليم والدولي يعرفون تماماً هذا الحق الذي أغتصبته عصابات الشمال عام 1994م ، ومع ذلك لا أفهم التردد وعدم حسم الأمر طالما أن الشعب الجنوبي برمته هو الحارس الحقيقي لأي تحرك في هذا الأتجاه. ربما يكون هناك بعض الحسابات وهذا لاشك به ولكن المؤكد والذي لاشك به أطلاقاً هو رغبة كل الشعب الجنوبي والمجلس الأنتقالي والجمعية الوطنية الجنوبية يسعون لعودة دولة الجنوب وهذا ماهو متفق عليه ويسعى الجميع لتحقيقه.

المرحلة المقبلة مع وصول الوسيط الدولي الجديد السيد مارتن غريفيث كمبعوثاً أممياً خاصاُ إلى اليمن خلفاً لـ إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ستبدا مرحلة جديدة والتوقعات تُشير إلى أن هناك رغبة جامحة من المجتمع الدولي لأنهاء الحرب في اليمن والمؤكد أيضاً دول الأقليم ودول التحالف جميعهم يرغبون بأنهاء هذه الحرب التي أستمرت ثلاث سنوات وستدخل عامها الرابع دون أن تحقق أي نتائج في الشمال ، لذلك أتمنى مع بوادر أنهاء هذه الحرب أن يبادر الجنوب ليكون رقم صعب لايمكن تجاوزه في أي حل يمكن الأتفاق عليه ، وأتمنى أن يقلب طاولة المفاوضات رأساً على عقب لصالح فرض قرار فك الأرتباط ومهما كلّف ذلك لن يكون بقدر تكلفة معاناة شعب الجنوب على مدى الثلاثة عقود الماضية .

القادم من الأيام هي أيام تسويات وتوزيع مغانم الحرب على مختلف الأطراف بِما فيهم الحوثي الذي لن يدع الجميع أن بقفز عليه ويحقق مكاسب دون أن يكون له نصيب بها ، كذلك الجنوب لايجب أن يكون غائباً عن المشهد الجديد بقيادة المبعوث الدولي مارتن غريفيث ، فهذه الشخصية الدولية أستمتعت لتصريحه ولجولته بين مختلف الأطراف ولكني لم أسمعه قد ذكر الجنوب وشعبه أوأزمته أوالمجلس الأنتقالي !!! لذلك لامناص ياسعادة اللواء عيدروس الزبيدي من أخذ زمام المبادرة والأعلان عن فك الأرتباط اليوم قبل الغد لكي يكون المجلس الأنتقالي رقم صعب لايمكن القفز عليه أوتجاهله . فمتى؟

اقرأ المزيد من الاتحاد نيوز : 
مــتـى ؟!