د. موزة العبار يكتب:

خير الإمارات للإنسانية جمعاء

لقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومن خلال المتابعة الحثيثة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن تمثل نموذجاً للعطاء الإنساني، ما يؤكد أنها ماضيةً بثبات على نهج، مؤسسها وباني نهضتها، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما حصدت المراكز المتقدمة في العطاء وعمليات الإغاثة في الأعوام السابقة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك من خلال تبنيها نهجاً إنسانياً، ينطلق من ثوابت وأسس واضحة الرؤى، ذات أبعاد إنسانية وأخلاقية.

محافظة الإمارات على مكانتها الأولى عالمياً، كأكبر مانح في العالم على مدار الخمس سنوات الماضية، ليس من قبيل الصدفة، بل لأن فلسفة العمل الإنساني الإماراتي، تنطلق من الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، في الارتقاء بقطاع المساعدات الخارجية الإماراتية، وفق ثوابت واضحة، تعلي من قيم التضامن مع الشعوب في أوقات الأزمات والكوارث، بعيداً عن أي اعتبارات سـياسية أو مصلحية أخرى.

ويقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله «أن خير الإمارات للإنسانية جمعاء، هكذا أسسها زايد».

جاء ذلك في تدوينة لسموه، عبر حسابه في «تويتر»، تعقيباً على حفاظ دولة الإمارات العربية المتحدة للعام الخامس على التوالي، على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية، قياساً لدخلها القومي، بنسبة 1.31 %، وبما يقترب من ضعف النسبة العالمية المطلوبة 0.7 %، التي حددتها الأمم المتحدة كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة.. بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية..

وقد احتلت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً، كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم لعام 2017، وذلك وفقاً للبيانات الأولية التي أعلنتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وخلال عام 2017، بلغت القيمة الإجمالية لمدفوعات المساعدات الإنمائية الرسمية المقدمة من دولة الإمارات، 19.32 مليار درهم «5.26 مليارات دولار»، بمعدل نمو 18.1 %، مقارنة بعام 2016، وتميزت المساعدات بأن أكثر من نصف قيمتها، تمت على شكل منح لا ترد «بنسبة 54 %»، وذلك دعماً للخطط التنموية التي تنفذها الدول المستفيدة.

واستمراراً لما تميزت به المساعدات الإماراتية خلال الأعوام السابقة من المساهمة في التنمية الدولية المستدامة، فقد تميز عام 2017، باستمرار الانتشار في العديد من دول العالم، حيث وصلت المساعدات الإماراتية إلى 147 دولة، منها 40 دولة من البلدان الأقل نمواً، موزعة على مختلف قارات العالم، منها قارة آسيا، التي استحوذت على ما يقرب من 43 % من المساعدات الإنمائية، بقيمة 8.28 مليارات درهم، نظراً للدعم الكبير المقدم للجمهورية اليمنية الشقيقة، بقيمة 2.97 مليار درهم، للمساهمة في تخفيف المعاناة التي يواجهها الشعب اليمني، ودعم الاحتياجات الإنسانية والتنموية الملحة في العديد من المجالات.

مما لا شك فيه.. أن المساعدات الإماراتية، أسهمت في سد الفجوات الكبيرة في تمويل مشاريع البنية التحتية في العديد من الدول النامية، من خلال البرامج الموجهة للتنمية الحضرية والبنية التحتية للنقل وقطاعات الصحة والتعليم والطاقة المتجددة، وعلى الرغم من زيادة مخصصات المساعدات الإنسانية الإقليمية، فإن دولة الإمارات، ما زالت تواصل تقديم الدعم لمختلف القضايا الإنسانية العالمية، ومواكبة الأحداث والأزمات، وتخصص المصادر التمويلية اللازمة لدعمها..!

وبهذه المناسبة الإنسانية المشرفة.. وجّه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، كلمة، قائلاً فيها: «إنه لمن دواعي فخرنا وسرورنا، ونحن في عام زايد، أن تتصدر دولة الإمارات، تلك المكانة العالية بين دول العالم، كأكثر الدول عطاء، الذي يعبر عن جهود إماراتية مضنية، تبذل لخدمة البشرية أينما كانت، وتستمد جذورها من الأب المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.. هؤلاء هم أبناء زايد الخير».

كما عهدهم شعبهم وشعوب العالم أجمع، على خطا المؤسس ماضون.. ولعمل الخير يتسابقون..!

حفظ الله دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وشعباً، وكل من يقيم على أرضها المعطاء.. ووفق قيادتها الرشيدة دائماً وأبداً لكل ما فيه عمل الخير والبر والإحسان.