ضرار بالهول الفلاسي يكتب:

زايد حاضرٌ فينا

ذكرى مئوية مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ليست مناسبة عادية، خاصة أنها الجوهر الذي بني عليه اختيار عام 2018 «عام زايد» تكريماً لذكرى الأب المؤسس والرجل العظيم والقائد الباني والرمز الخالد لهذه الدولة، وذلك بسبب العلاقة العضوية المباشرة بين الأب المؤسس وكل واحد من أفراد هذا البيت المتوحد، الذين يعيشون جميعا بوصفهم «عيال زايد»، وكم في هذه العبارة من فخر واعتزاز ينبعثان من كل بيت إماراتي، ومن كل بيت في الإمارات.

ولعل هذا هو السبب المباشر الذي حدا بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى تقديم مبادرة رمزية تهدف إلى إشراك كل العاملين في مؤسسات الحكومة، اتحادية أو محلية، في استذكار الدور النهضوي والتنموي لزايد، طيب الله ثراه، إضافة إلى تقديم الشكر لهم من أعلى سلطات الدولة، لأنهم بإخلاصهم وعملهم الدؤوب يحققون ما طمح إليه زايد، وما يريده «خليفة زايد»، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وعضده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.

ونحن اليوم حين نحتفي بمئوية زايد في خضم احتفالاتنا بعام زايد، فإنما نستذكر جميعاً، وفي حياة كل واحد منا ماذا يعني الشيخ زايد، رحمه الله، بالنسبة لكل عائلة ولكل فرد من أبناء هذه الدولة، وكيف أثّر في حياتنا، ليس فقط في الذكرى، وإنما بمبادراته التي بدأها، رحمه الله، منذ تسلّم مقاليد الأمور في أبو ظبي، التي لا تزال مستمرة عبر أبنائه على الرغم من وفاته.

إن كل شيء ننعم به بفضل الله تعالى في هذه البلاد هو نتاج طبيعي لما خطط له الشيخ زايد، وللأسس المتينة التي وضعها لبناء الدولة الاتحادية، لذلك حين نحمد الله على هذه النعم، نترحم أيضاً على زايد الذي تَعَبَّدَ الله تعالى بخدمة أبناء هذا الدولة ورعايتهم.

صحيح أن الشيخ زايد غاب عنا بجسده حين اختاره الله تعالى إلى جواره، لكن مآثره وقيمه تجعله حاضراً فينا كل يوم بأبنائه سمو الشيوخ وإخوانهم قادة الإمارات الذين يحرصون في كل مناسبة، وفي كل حين، على تمثّل قيم زايد وأخلاقه في تعاملهم مع أبناء الدولة، وفي صناعة السياسات والاستراتيجيات في مختلف مجالات بناء الدولة.

وسيبقى زايد، بإذن الله تعالى، حاضراً فينا ما بقيت هذه المآثر فينا، فالمحتد الكريم ينهل من محتده الكريم، وهكذا هم شيوخنا وقادتنا ينهلون من نبع كريم اسمه زايد، ومن إخوانه الآباء المؤسسين الذين صاغوا لنا أنشودة مجد، اسمها دولة الإمارات العربية المتحدة.

رحم الله «زايد»، وحفظ رئيس الدولة وعضديه وإخوانهم قادة الإمارات الميامين.