ضرار بالهول الفلاسي يكتب:
عَدْلُ زايد
ما أجملها من تغريدة تلك التي نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر حسابه الرسمي على «تويتر» متضمنة صورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعود إلى العام 1969 عندما كان سموه طالباً؛ يكتب بخط يده «العدل أساس الملك».
وما أعمق تعليق صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رعاه الله، على الصورة، الذي قال فيه: «قامت الحضارات على العدل، وقامت دولة الإمارات على العدل»، مضيفاً سموه: «ما زال عدل زايد محفوراً في تفاصيل الحياة في الإمارات... ما زال عدلُ زايد محفوراً في نفس بو خالد، يجري في دمه، ويرسّخ حكم وحكمة زايد من خلاله».
لقد قامت نظرية الحكم في دولة الإمارات العربية المتحدة، اتحادياً ومحلياً، على أسس أخلاقية متينة، وازعها الأسمى تقوى الله تعالى، ثم مصلحة الشعب والوطن. وفي مقدمة هذه الأسس الأخلاقية كان التآلف والتراحم بين الحاكم والمحكوم، وأن الحُكم في الإمارات مشتقٌ من الحِكمة لا من التحكّم، وهذه علاقة سامية يكون ناتجها الطبيعي هو العدل.
والعدل، يا رعاك الله، ليس مسألة قضاء وأمن ومحاكم فحسب، كما يظن البعض، وإنما مسيرة وطنية متكاملة تشمل التنمية المتوازنة والمستدامة، والعدالة في الفرص، وجودة التعليم، ورفاهية الحياة، وتوفير الأمن والأمان في مستويات الحياة العامة والخاصة.
إن كل ما تفعله الدولة من أجل مواطنيها، والمقيمين على أرضها، وزوارها، يدخل في باب العدل، ولعلنا جميعاً نرى بأم قلوبنا أن هذا هو ديدن دولة الإمارات العربية المتحدة، فالدولة التي تجعل جلَّ همّها أن يكون لديها «أسعد شعب» هي بالتأكيد «دولة عادلة»، إن لم تكن الأكثر عدلاً.
أما القادة الميامين؛ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، فهؤلاء قومٌ جعلوا من العدل والعدالة ورعاية شعبهم نمطَ حياةٍ وعقيدةَ حكمٍ، فبادلهم الشعب محبةً صادقةً بمحبةٍ صادقةٍ، وولاءً خالصاً بولاءٍ خالصٍ.
وهذه نتيجة طبيعية لأن منظومة الحكم في هذه الدولة بمستوييها الاتحادي والمحلي جاءت من إرادة أهل البلاد، وكما شرح صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رعاه الله، في أكثر من مناسبة، فالعائلات الحاكمة والشيوخ الذين يتوارثون مسند الإمارة اختارتهم وبايعتهم قبائلُ البلاد، ولم يفرضوا أنفسهم على شعوبهم، وها هم اليوم يفُون بوعد البيعة في أنقى ممارسة فطرية لديمقراطية المجالس، وشورية الدولة وأبوية الحكم.
لقد قامت هذه الدولة على الرحمة والتراحم، والألفة والتآلف، والعدل والعدالة، وها نحن بفضل الله تعالى ثم بهمة وجهود هؤلاء القادة الميامين نقطف نتاج ذلك كل يوم، سعادة ووئاماً وتسامحاً ونجاحاً وعلاقات إقليمية ودولية وتنمية متوازنة، فأنعم بها من دولة وأكرم به من عدل.
وبعد، فرحمة الله على زايد ومن كان مع زايد، ورضوانُ الله على من خلف زايد، فقد وضعوا لهذه الدولة بنياناً مرصوصاً أساسه التقوى ولبناته العدل والتراحم.