التثوير الخارجي
11 فبراير ..هل كانت ثورة؟
لم تكن ثورة 11 فبراير في اليمن في معزل عن "التثوير الخارجي" أو عن "الاستغلال الداخلي" بل بدأت كغيرها من ثورات الربيع العربي بتثوير خارجي وانتهت كذلك مثلها باستغلال داخلي .
بدأت الحكاية بإيمان الإدارة الأمريكية الديمقراطية بان إصلاح الوضع العربي "ويمقرطته" وقطع الطريق على الحركات الريديكالية كالقاعدة يبدأ بوضع قوى "إسلامية" معتدلة في السلطة متخذة من النموذج التركي "إيقونة" يجب تعميمها في البلدان العربية.
لم يكن هناك غير الإخوان المسلمين كأداة جاهزة تؤمن بالأحزاب والتعددية بطابع إسلامي وتملك براجماتي حد الانتهازية تكثر فيها الشعارات القومية والدينية وتخفي في عمقها إمكانية تعامل حتى مع إسرائيل كسياسة واقعية.
أوعز إلى تركيا برعاية الثورات وتثوير الشعوب وفعل دور قطر بآليتها الإعلامية والمالية للدفع بذلك بعد سنوات من شحن الشعوب عبر وسائل إعلام بلغ متابعيها الملايين .
لم يكن إي كرسي في البلاد التي شهدت تغيير إلا كرسي "الإخوان المسلمين" حتى في البلاد التي تولى فيها كرسي الحكم رجل غير إخواني كاليمن "فهادي ليس إخواني" لكنه كرسيه كرسي الإخوان وهو يعلم ذلك ولو كان بالإمكان وضع محسن فيه لوضع غير أن أمور كثيرة حالت دون ذلك منها سمعته الدولية كمطلوب وسمعته المحلية في الشمال والجنوب غير انه بقي "رئيس الرئيس ووصي على الكرسي الرئاسي".
لم تشرك المملكة السعودية في التخطيط أو التنفيذ للثورات تلك بل أنها أحست أنها احد المستهدفين فعملت بوسائل إعلامها وسياستها على إظهار تلك الثورات كفوضى ودمار بل حاربت "الإخوان" وصنفتهم كإرهابيين وسمحت لفصيل يعاديها في اليمن أن يجتثهم حتى عمران قبل أن تكتشف أنها ارتكبت خطأ "استراتيجي " وسلمت لإيران صنعاء بكلها بعد أن أخبرتها الإدارة الأمريكية أن صنعاء "خط احمر" اوان الحوثيين لن يصلون إلا إلى عمران وبعدها كتب المفكر السعودي الاخواني جمال خاشقجي مقال "العداء للإخوان كاد إن يدمر الخليج" وأعادت السعودية الإخوان اليمنيين إلى حضنها بعد أن وقفت ضدهم وعالجت صالح بعد الانفجار نكاية بهم في السابق .
ثورة الإخوان في اليمن كغيرها كانت "تثوير خارجي" ثم استغلال محلي من قوى كان من الأساسي لأي ثورة حقيقية أن تكون ضدها وليس موجة يسهل على تلك القوى ركوبها.
لم يكن هناك إقطاعي في اليمن كاسرة "عبدا لله بن حسين الأحمر" التي تملك مديريات كاملة في عمران وحجة يشتغل عندها الناس في الزراعة فيها "بالسخرة" وترقى إلى اعتي أصناف الإقطاع في أوربا القرون الوسطى حتى أن حركة الحوثيين كانت في ذهنية أبناء تلك المناطق أشبه بثورة سبارتاكوس لتحرير العبيد عندما انتزعت تلك الأراضي من آل الأحمر ..قبل أن يكتشف الجميع أنها لاتختلف عن تلك القوى وعن وأولاد الأحمر.
ركب علي محسن وحميد الأحمر وعشرات الشيوخ الاقطاعيين ثورة الربيع في اليمن وصرف حميد الأحمر مليارات حسب قوله على ساحة التغيير في صنعاء .
ذوت الثورة البريئة في عيون الشباب الأطهار المؤمنين بها وتحولت إلى إدارة صراع أخرى بين ترويكا الحكم اليمني منذ منتصف القرن "علي محسن وأولاده ..علي عبدا لله صالح وأولاده..أولاد عبد الله بن حسين الأحمر.
لايمكن لمؤرخ ما بعد فترة من الزمان أن يعد ماحدث في اليمن في 11 فبراير وما تلاها "ثورة إنسانية" بل سيضعها في سلم الانتفاضات العربية المتزامنة معها في "مصر وليبيا وسوريا ..وفي خانة أخرى غير ماهي موجودة في تونس ابرز اشراقات الربيع العربي.