ضرار بالهول الفلاسي يكتب:

حديث عن سقطرى

مشكلة بعض الأطراف على الساحة اليمنية أنهم لا يزالون ينظرون لمعركة استعادة الشرعية، والتي تخوضها بالدماء قبل الأموال قوات الإمارات والسعودية مع قوات الجيش الوطني اليمني، ينظرون إليها وكأنها مسألة لا تخصهم إلا بمقدار ما يتوفر لهم من امتيازات لا بمقدار ما يبذلون من تضحيات.

في هذا الإطار تتوالى المعلومات المؤسفة عن حقيقة ما جرى في أرخبيل سقطرى والأزمة غير البريئة التي اصطنعها تنفيذيون يمنيون ممن يبحثون عن مكان تحت الشمس واستغلوها بالتعاون مع تحالف دعم الإرهاب (قطر والإخوان والحوثي) للإساءة لدور الإمارات التنموي وتصوير الوجود الإماراتي وكأنه احتلال.

ما حصل، وفقاً لتأكيدات جهات يمنية عدة، هو قيام البعض ممن لا زالوا يحنّون لتحالفهم القديم مع الحوثيين وبترتيب مباشر مع عصابة الإخوان وبعض العناصر الإرهابية الأخرى بتنظيم إنزال مسلح في سقطرى هدفه السيطرة عليها وجعلها قاعدة متقدمة للعصابات الإرهابية كبداية لخطة تنتهي بانقلاب من الداخل على الرئيس هادي. وجاءت مجموعة التنفيذيين المتواطئين ليوفروا غطاءً رسمياً لعملية الإنزال لتبدو وكأنها قوات الشرعية اليمنية، ولصرف الأنظار عن الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني بدعم إماراتي وسعودي.

لكن الله سلم وتم اكتشاف العملية وإفشالها من قبل قوات النخبة السقطرية التي توزعت في الجزيرة ووفرت الحماية للمؤسسات العامة بما في ذلك المطار وقامت بواجبها خير قيام. وهذه القوات هي التي كانت قد أعادتها مع تجهيزاتها قبل أيام طائرات إماراتية بعد أن أنهت تدريباتها وأصبحت على أهبة الاستعداد لحماية أهلها وجزيرتها.

وكان هنالك بالطبع جانب آخر للقصة تمثل في بحث بعض هؤلاء التنفيذيين عن أي ورقة يستخدمونها لإقناع المواطن اليمني بأنهم أنجزوا شيئاً، لتكون الصدمة المهولة لهم هو أن الإنجاز الوحيد في سقطرى هو ما أنجزته اليد الإماراتية الخيّرة من مدينتي زايد 1 و2 إلى آخر مشروع تم افتتاحه.

من هنا كان بيان العجز والتهجم على الإمارات وتلفيق الاتهامات، خاصة وأن الشخص المعني هنا كان اتفق أخيراً مع أحد الوزراء ورجل أعمال إخواني على تأسيس مركز إعلامي مهمته تلميع ذلك التنفيذي واختراع إنجازات وهمية له، ومن ثم التغطية على ذلك بالتهجم على الإمارات.

ما يطمئننا هنا هو أن الأشقاء اليمنيين، سواء في المحافظات المحررة من عدن إلى المهرة، أو في سقطرى، يعرفون الحقيقة، لأنهم يلمسونها كل يوم أمناً وأماناً وإنجازات متوالية، وها هي بيانات وتصريحات الجهات المختلفة في المحافظات المحررة وفي سقطرى تؤكد ذلك وتقف في صف الإمارات وليس في صف الإخوان ولا في صف الإرهاب ولا في صف المتسلقين الحالمين.

لقد كانت الإمارات دائماً تمد يد العون والتراحم والتنمية للأشقاء اليمنيين جميعاً والسقطريين خصوصاً وعلاقتنا بهم لم تبدأ اليوم. أما مسلسل الأكاذيب والافتراءات فلن يثنينا عن القيام بواجبنا، لكنني أذكر من في قلوبهم مرض أننا لا نحتاج لاحتلال أي شبر يمني ولا نحتاج لإقامة قاعدة في أي مكان في اليمن لأن طريقة عملنا في اليمن تجعل كل يمني صادق مخلص جندياً مدافعاً عن الإمارات مثلما يدافع عن اليمن.

وخلاصة القول هنا هي ما قالته القيادات المحلية في سقطرى في بيانها الاثنين الماضي: لا ينزعج من جُود الإمارات الأزلي ويدها السخية المعطاءة الطاهرة البيضاء التي تسر الناظرين إلا من بعيونه رمد أو مرض حزبي عنصري إخواني إرهابي لئيم مقيت.

نحن هناك لكي نعمّر مثلما نحرّر، أما المخرّبون فليس لهم إلا ركلاتنا وركلات اليمنيين المخلصين.