علي القضيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الأستاذ الرخم والتركه في جزءها الثالث

1// يدور في الوسط الثقافي والمسرحي حديث جِدّي عن نوجّه المخرج والممثل المسرحي محمد الرخم الى إعادة إحياء مسرحية التركه في جزءها الثالث .. والتركة - كما هو معروف - عمل مسرحي ذائع الصيت في جنوبنا ، وقد حققت نجاحاً جماهيرياً وفنياً منقطع النظير ، وأنا أجزم بأنها عمل مسرحي فني متفرّد على الإطلاق في حركتنا الفنية والمسرحية ..
2// ما شدّ إنتباهي في هذا الأمر ، هو أن الفنان الّرخم يزمعُ تأليف التركة في نسختها الثالثة وبقلمهِ ! وهذا ما شيئْ لافتٌ ولاشك ، لأن النجاح الكبير الذي حقّقته التركة وجماهيريتها قد جاء لأنها من تأليف المسرحي والكاتب المخضرم الأستاذ المعروف سعيد عولقي ، ولأنه قد وقف يؤديها على خشبة المسرح عمالقه مسرحيين أمثال :
الفنان والسياسي القدير الأستاذ عبدالله المسيبلي رحمه الله وطيّب ثراه ، وعمل معه فيها المخرج والممثل المسرحي الذائع الصيت قاسم عمر متعه الله بالصحة والعافيه ، ومثله المخرج والممثل المسرحي الاستاذ احمد عبدالله حسين ميسري ، والمخرج والممثل المسرحي الاستاذ منصور أغبري ، والممثل والمخرج المسرحي حميدو رحمه الله ، والممثل المسرحي المعروف باحميد ، والمخرجه والممثله المسرحيه ذكرى أحمد علي .. الخ .
3// لقد شاهدنا جميعا في الجنوب النجاح الكبير الذي حققه هذا العمل المسرحي ، وبهذه الوجوه المسرحية بأغلبيتها الأكاديميه ( خريجي جامعات كييف / روسيا سابقاً) ونتذكّر جيدا التفاعل الجماهيري في فصولها وأدوارها التي قدّمتها هذه النخبة المسرحية المتمكنة جيدا من إمكاناتها وخبراتها المسرحيه ، وهذا ماأظفى عليها رونقاً وجاذبية وإقبالا شعبياً لايظاهى..
4// والآن.. عندما يفكّر الأستاذ محمد الرخم بإعادة تأليف وإخراج هذا العمل المسرحي المتفرّد - وبحسب ماوصلني - فأنه قد طلب من المؤلف المسرحي العملاق سعيد عولقي إعطائهِ كتابياً حق تأليف الجزء الثالث من هذا العمل الفني الخالد والمتفرّد ، وبحسب مالديّ فقد وافق له الاستاذ سعيد عولقي ، وإن كان العمل المزمع تقريبا بعنوان مُشابه قليلا للعمل الأصلي ( التركه يانظيره) !! فإنه - الفنان الرخم - يغامر مغامرة غير محسوبة العواقب البتّه ، وألأسباب فيما يلي :
ا// ألم يحسب الأستاذ الرّخم حسابا بأنه سيخدشُ النجاح الكبير الذي حقّقته مسرحية التركة جماهيريا وفنيا ، وذلك عندما يؤلف جزءها الثالث شخصا غير الأستاذ والفنان سعيد عولقي ببصماته الممهورة في المسرحية في نسختها الأولى والثانيه ؟!
ب// ألم يحسبُ الفنان الرخم بأنه وبغياب العملاق المسرحي الفنان القدير والمعروف المرحوم الاستاذ عبدالله المسيبلي ، وهذا قد أصبغَ على المسرحية بصمات ولمسات نجاحٍ نادرة ومتميزه ، كما ولايستطيع أحدٍ أن يملأ فراغه ومكانه ، بل قلّما يجيدُ أداء دوره شخصاً آخرا على الإطلاق .. وبالطبع الى جانبه خيرة الممثلين الرائعين كقاسم عمر ومحمد عبدالله حسين وحميدو ومنصور أغبري وذكرى أحمد علي وحميدو وباحميد وغيرهم من الممثلين المقتدرين ، وايضا الذين لهم بصماتهم الفنية في مسرحنا.. وهذا خصوصا إذا جاء الأستاذ الرخم بوجوه مسرحيه جديده ، ومهما كانت إمكانياتها اليوم ، وهذا ليس لإحباط الوجوه الجديدة والتقليل من قدراتها.. كلا ، ولكن لأن القدامى وضعوا بصماتهم المميزه في هذا العمل وحسب..
5// وبإفتراض أن أخونا وزميلنا المسرحي المعروف محمد الرخم يؤمّلُ النجاح في عمله هذا - التركه يانظيره - على إمكاناته وخبراته المسرحيه ، فبالطبع ، ولاشك ايضاً فهو يؤمّل على الصيت الذائع للمسرحية الشهيرة الأصل (( التركه)) ، وأيضا على صيتِ أبطالها الأصليين والذائعي الصيت على الساحة المسرحية ، وكذا مؤلفها المسرحي المعروف الإستاذ سعيد عولقي.. ولكنه هنا يخاطرُ ولاشك بكل هذا النجاح الكبير الذي حققته هذه المسرحية المشهوره ، بل ويمكن أن يُنسف كل ماحققته جماهيريا ، لأن الظروف العامة اليوم غير ظروف الأمس من كل النواحي ، وكذلك فإن الأشخاص التي لعبت أدوارها في العمل الأصلي ستكون غير موجوده على المسرح.. وهي كما قلنا مغامرة غير محسوبة العواقب ولاشك..
6// لذلك ، أنصح الممثل والمخرج الزميل محمد الرخم الى الإبتعاد عن مثل هكذا مغامره ، وإن كنتُ أستغرب الموافقة الكتابية للأستاذ سعيد عولقي على تنفيذ الجزء الثالث من نفس المسرحية وبتأليف قلمٍ غيرهِ !! وإن كان قد إشترط الإشارة الى تأليفه الجزئين الأوليين من العمل ، فهو بهذه الموافقة يغامرُ ايضا بنجاح وشعبية هذين الجزئين ، أو على الأقل السماح بإحتمال تشويههما ، ومهما كانت المحاذير أو الإحتمالات بإمكانية النجاح أو لا .. فهل يستوعب أستاذنا القدير سعيد عولقي ذلك.. وكذلك الحال بالنسبة لبقية الممثلين المشاركين في العمل وحتى المخرجين ، وإن كان أحدهم قد توفاه الله - الاستاذ احمد الريدي رحمه الله - ولذلك أنصح اخونا وحبيبنا محمد الرخم الى أن يتجه لعمل آخرٍ مستقل تماماً وبعيدا عن دائرة التركه ، وعن كل ماحققته من نجاحات وشعبيه..
ألا هل بلغت .. اللهم فأشهد.
كتبه /علي ثابت القضيبي.
الجيزه / مصر العربيه.