علي ثابت القضيبي يكتب:
عودوا ورتّبوا بيتنا من الدّاخل
* إنفضّ مولد المشاورات في الرياض ، وفي بيانها الختامي كان لجنوبنا نصيبه المرضي بالنسبة لما يعني تطلعاتنا المشروعة ، ويبدو أنّ كثيرين من الجنوبيين لم يستوعبوا جيدا خلاصة ما أفضت اليه المشاورات ، فهناك من يولولون وينوحون بأنّ الجنوب وقضيته ذهبا أدراج الرياح ، وهكذا إتّصل بي كثيرين من المتحمسين لجنوبنا حدّ الوله ، فقد كانوا محبطين تماماً ، والواقع هو ليس كذلك ، ولهؤلاء أقول : تأمّلوا جيداً في أهداف المشاورات وغاياتها ، وتأمّلوا في بيانها النهائي جيداً .
* صاحب المعالي رشاد العليمي ، وبعيداً عن النّبرة الإستخفافية من البعض – هذا من تعيييز – كما نعته البعض بسخرية ، أو أنّه من أذناب عفّاش ، والواقع أنّ الرجل ملئ موقعه ، أو ملئ هدومه بحسب أشقائنا المصريين ، وهو رجل صلب المراس بالمعنى الحرفي للكلمة ، ولائحة خبراته مُتخمة بالعمل بكل جدارة ، حتى وإن كان ذلك في عهد الٱفل عفّاش ، ولكنه رجلٌ يُحسبُ حسابه ، ودعونا من التّندر النّزق والمُستخف بالٱخر ، وأشعر أنّ ( البلاد عموماً ) ستشهد قفزات نوعية في عهده على كل الصعد ، وهذا هو المهم الٱن .
* الأكثر أهمية بالنسبة لنا كجنوبيين هو أن نعيد لملمة الأوراق وترتيب بيتنا الجنوبي من الداخل ، وهذا على عاتق قيادتنا في الإنتقالي ، وكذلك بقية المكونات الجنوبية الصادقة في تطلعاتها لإستعادة دولتنا الجنوبية ، أمّا البقية – المكونات المدسوسة والمفرّخة – والتي تظهر عكس ماتبطنه ، فهذه بالضرورة إتّخاذ موقف محنّك في التعاطي معها في قادم الأيام ، والأهم هو ضرورة إجراء حوارات جادة وصادقة للملمة الصف مع المكونات والشخصيات الجنوبية الصادقة لتوحيد الصف والموقف .
* بعد ذلك على قيادتنا أن تبدي كل الإهتمام الجاد بكل أدواتها الفاعلة ، وأولها الإعلام ، فهو المعني ببلورة الرأي العام وحشده خلف مجلسنا الإنتقالي ، وهنا عليها إعادة النظر في تشكيلة القائمين على هذا الجهاز المحوري ، ولأنّ الأداء الغالب له الٱن هو إرتجالي متخبّط ، بل وذو نظرة قاصرة ضيقة ، كما لايفرق بين ماينفع الإنتقالي ومايضره ، مثلاً : نشرت صحيفة نقابية محسوبة على الإنتقالي قذفا علنيا فجاً لنقابي إنتقالي بحق مديره ، وكان المفروض عدم النشر إعلامياً ، لأنّ القذف مُدان قانوناً ، وبذلك أصبح هذا القذف المنشور إعلامياً مستمسكا قويا بيد المدير ضد النقابي الإنتقالي ، وهذا دليل على الحمق وقصر نظر بعض القائمين على إعلام الإنتقالي !
* في نفس السياق – الإعلام – ، من المهم إحتواء كل الكادر الجنوبي والنخبة الصّفوة في الرأي والفكر أمثال الأستاذ عبدالقوي الأشول وصلاح السقلدي والدكتور عبدالله صالح عبيد وقاسم عبدالرب العفيف وغيرهم ، وهؤلاء جنوبيون حتى العظم ، وهم نافعون جدا للجنوب وقضيته ، ولكن لضبابية الرؤية لدى القيادة ، فهؤلاء وأمثالهم مغيّبين تماماً عن كل هيئات الإنتقالي وأطرها .
* نفس الحال للكادر الجنوبي العدني ، وبسبب إقتصار وتكثيف التعاطي مع جغرافيا جنوبية بعينها ، فقد حُرمت كوادر ونخبة عدن الهائلة من المثقفين والحقوقيين من الحضور بفعالية في مشهد الإنتقالي وأنشطته ، وهم يموتون ولها في الجنوب ويذوذون بأرواحهم عن قضيته ، ولكنهم مغيّبين الى حد ما في كل هيئات الإنتقالي ، كما بالضرورة إعادة النظر في كل هيئات الإنتقالي ، خصوصاً بالنسبة للمنتمين في أحزاب الضد من الجنوب وقضيته كلإصلاحيين والعفاشيين ، ومن غير المنطقي وضعهم كقياديين في هيئات الإنتقالي ، حتى ولو كانو جنوبيين ، فهم عبثوا كثيرا في الأداء في الفترة المنصرمة ، واللجان المجتمعية التي تشكّلت على أيديهم خير دليل ، وبالضرورة أن تفيق القيادة ، فالمرحلة حرجة ، وبحاجة الى الأداء بحنكة ومثابرة وبعد نظر ايضاً ، أليس كذلك ؟