عبدالله العلمي يكتب:

لا يسمن ولا يغني من جوع

تعهد زعماء مجموعة السبع في قمة كندا هذا الأسبوع بمنع إيران من حيازة سلاح نووي لا يُسمن وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ. أما تعهد هذه المجموعة بضمان “سلمية” البرنامج النووي الإيراني فهي أضحوكة تريد أن تمررها المجموعة “لحاجة في نفس يعقوب”.

لم تحرك هذه الدول (الضامنة لسلمية البرنامج النووي الإرهابي الإيراني) ساكنا أثناء سقوط أكثر من 130 صاروخا باليستيا إيراني الصنع من اليمن على الأراضي السعودية.

برغم استمرار تورط النظام الإيراني في دعم الميليشيا الحوثية المسلحة بقدرات نوعية في تحدٍ واضح وصريح للقرارين الأمميين 2216 و2231، لم تندد أي من دول مجموعة السبع بتهديد إيران لأمن المملكة العربية السعودية والأمن الإقليمي والدولي. لم نقرأ حتى بيانا صُحفيّا من مكتب رئاسة أي من هذه الدول يدين إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان في السعودية رغم كونه مخالفا للقانون الدولي الإنساني.

وبينما كانت طهران تهدد وترعد وتزبد أمام العالم بإعلان جاهزيتها لتخصيب اليورانيوم، طفت على السطح أدلة جديدة دامغة تربط نظام الملالي بهجمات 11 سبتمبر 2001. لم تكن هذه اتهامات من وسائل إعلام غربية “مُغرضة”، بل باعتراف عميد السلطة القضائية الإيرانية محمد جواد لاريجاني، الذي أقر (بعظمة لسانه) أن طهران لعبت دورا هاما في تسهيل مرور عناصر القاعدة الذين نفذوا هجمات سبتمبر 2001.

إيران تعتقد أنها ماضية بتطبيق مبادئ “ثورتها” المزعومة منذ عام 1979، وأن العالم سينحاز أخيراً لصف الولي الفقيه. لم تصمت الرياض كثيرا، الأمير خالد بن سلمان سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة كشف ألاعيب طهران بتأكيده هذا الأسبوع أمام جهابذة السياسة الغربية أن “المشكلة مع إيران ليست طائفية، وإنما تصادم في الرؤى، نحن لدينا رؤية 2030، وهم لديهم رؤية 1979، نحن نريد أن نمضي بالمنطقة قدماً، هم يريدون أن تتراجع المنطقة إلى الوراء”.

بيان زعماء مجموعة السبع في كندا حرص على إرضاء الولايات المتحدة بإدانة تمويل الإرهاب “بما في ذلك الجماعات الإرهابية التي تمولها إيران”. من غير المعروف إن كانت هذه الإدانة الخفيفة الظل تشمل قوات حزب الله اللبناني والميليشيات الموالية لها من جنسيات سورية وعراقية ولبنانية وأفغانية وآسيوية، والتي يقدر عددها بأكثر من 32 ألف مقاتل غير سوري.

موقف بعض الدول الأوروبية “السهل الممتنع” من إيران ليس بمستغرب، فهذه الدول ستفعل الممنوع والمستحيل للحفاظ على العشرات من ألوف العقود والاستثمارات بينها وبين طهران. حسب تقارير صحفية رسمية ارتفعت صادرات البضائع الألمانية لإيران العام الماضي إلى ثلاثة مليارات يورو، والصادرات الفرنسية لإيران زادت إلى الضعفين مسجلة 1.5 مليار يورو، وبريطانيا صدرت لإيران بضائع بقيمة 167 مليون جنيه إسترليني وخدمات بقيمة 95 مليون جنيه إسترليني.

السفير الإيراني في مجلس الحكام التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رضا نجفي، أعلن هذا الأسبوع عزم طهران على إعادة تفعيل برنامجها النووي في حال إلغاء الاتفاق الدولي المبرم معها عام 2015. لم تتوقف الوقاحة الإيرانية عند هذا الحد، بل طالب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الدول الموقعة على الاتفاق النووي مع بلاده بتعويض إيران وبلا قيد أو شرط عن الأضرار الناجمة عن انسحاب واشنطن من الاتفاق.

ابتزاز ظريف الواضح لا شك سيتم بحثه بدقة في أروقة وزارات خارجية مجموعة الدول السبع. إلا أن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، خفّف من حدة تهديدات طهران قائلا “هذه الخطوة غير مناسبة”، بمعنى آخر “ليه كده يا ابني؟”.

نقلا عن العرب