عبدالله العلمي يكتب :

السعودية 2019

تعمدت أن يكون أول مقالاتي في عام 2019 متفائلا حول نجاح المملكة العربية السعودية ببدء موجة إصلاحات غير مسبوقة وفق رؤية 2030. هذه الإصلاحات ستنعكس على دعم مصادر الدخل، وتقوية الركائز الاقتصادية إضافة إلى توفير الفرص الوظيفية.

عندما أعلنت الرياض عن إطلاق “مشروع البحر الأحمر السياحي”، لم يتصور أحد أن المشروع يقع على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه. كذلك لم يتوقع أحد أن تطلق السعودية مشروع “نيوم”، أضخم مشروع سعودي يمتد بين ثلاث دول (السعودية، ومصر، والأردن)، بتمويل حوالي 500 مليار دولار مع مستثمرين محليين وعالميين.

أما مشروع “جدة داون تاون”، فهو لتطوير الواجهة البحرية لكورنيش جدة إلى وجهة سياحية وسكنية وتجارية جاذبة لتصبح جدة ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم. كما يتم تأسيس شركتَيْن؛ “رؤى الحرم المكي” لتطوير مشاريع رفع الطاقة الاستيعابية لزوار الحج والعمرة، و”رؤى المدينة” لتعزيز جاهزية منطقة المسجد النبوي لأكبر عدد من الزائرين. المشروعان يوفران 360 ألف وظيفة.

أيضاً في المنطقة الغربية يقع “مشروع الفيصلية” الذي يربط بين مكة وجدة ويحتوي على مناطق للاستثمارات، والحي الدبلوماسي، ومساكن على البحر ورصيف للقوارب، ومقار حكومية. يوفر المشروع سكن لـ700 ألف أسرة مع استحداث مليون وظيفة. ولمنطقة “العلا” على ساحل البحر الأحمر أيضا نصيب من التنمية للتأكيد على قيمتها التاريخية. جذبت هذه المنطقة المستثمر الأجنبي من فرنسا لتطوير مشاريعها التنموية.

أما في وسط السعودية، فسيتم إنشاء “بوابة الدرعية” كواجهة تراثية تضم متحفا ومدينة طينية ومكتبة وأسواقا ومواقع احتفالات ومجمعات تجارية. في نفس الوقت، يقام مشروع “الطائف الجديدة” ليضم مطارا حديثا، ومدينة صناعية، ومدينة جامعية، وسوق عكاظ، وواحة التقنية.

ربما من أكبر المشاريع التي ستقام مدينة “القدية” الممتدة على مساحة 334 كيلومتر مربع ومصممة لتضع السعودية في خارطة الاستثمار العالمي. تتضمن “القدية” أكاديميات للتدريب، ومضامير لرياضات السيارات، وأنشطة ترفيهية وستضيف قيمة اقتصادية بنحو 17 مليار ريال سنوياً.

من المشاريع القادمة “الأفنيوز-الرياض”، وهو مجمع وأبراج تجارية وسكنية. يسهم المشروع بالنهوض بقطاعات البيع، والسياحة، والضيافة، وتوفير آلاف فرص العمل والخدمات اللوجستية. يتضمن المشروع أكثر من 1300 محل تجاري، وأبراج وفنادق تشمل 2200 غرفة، وقاعات للمعارض والحفلات والمؤتمرات، وشققًا سكنية.

أما مشروع مدينة الملك سلمان “سبارك” التي تم تدشينها في الظهران كمركز عالمي للطاقة، فهي تقع على أرض مساحتها 50 كيلومتر مربع، وينتهي تطويرها في 2021. ستسهم “سبارك” بحوالي 22 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي وتوفر حوالي 100 ألف وظيفة. كذلك تقوم السعودية بالشراكة مع “سوفت بنك” بتنفيذ “خطة الطاقة الشمسية 2030”؛ أكبر مشروع في مجال إنتاج الطاقة الشمسية وتبلغ قيمته 200 مليار دولار.

في مجال المواصلات تعمل الرياض لتطوير ثلاثة مشاريع حيوية. الأول “القطار السريع” مروراً بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية بتكلفة 1.5 مليار ريال وتستغرق رحلة القطار من مكة إلى المدينة 120 دقيقة. المشروع الثاني مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد بطاقة استيعابية تصل إلى 80 مليون مسافر. أما المشروع الثالث فهو “مترو الرياض”، والذي سيتم تشييد 40 بالمئة منه تحت الأرض وستبلغ طاقته الاستيعابية أكثر من مليون راكب.

وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنجَح الرؤى بأنها “تلك التي تُبنى على مكامن القوة”. هذه المشاريع الاقتصادية والعلمية والتجارية والسياحية هي قصة نجاح حقيقية وتطبيق فعلي للرؤية السعودية العظيمة.