عفاف سالم يكتب:

بشائر النصر .. تلوح من افق الحديدة عروس البحرالاحمر

هاهي بشائر النصر اليوم تهب نسائمها من الحديدة فخلال اليومين الماضيين تم اقتحام المطار وتهيأت اسباب الانتصار .

وها نحن اليوم نتلقى انباءً عن اعتزام المليشيات تسليم ميناء الحديدة سلمياً بعد ان ايقنت ان الهزيمة واقعة بهم لا محالة.

فالاتصالات بقياداتهم العليا بحسب ماذكره بعض المحللين قد قطعت وقيادات و فلول ولت هاربه بعد ان ايقنت ان الموت قد غدا محققاً ان لم تلذ بالفرار. الامدادات المالية و العدة العسكرية و التعزيزات القتاليه ايضاً قطعت كنتيجة طبيعية لانقطاع التواصل .

ولم تكن هذه فقط الاسباب التي عجلت بهزيمة المليشيا بل خلافات واختلافات واغتيال الرئيس السابق كان بداية النهاية فضلاً عن تصفيات لمن اراد الفرار والنجاة او التسليم وهذا بحد ذاته اسهم بخلق عداوات حتى مع مناصريهم واولئك المستضعفين الذين تم الزج بهم قسراً ليكونوا وقودا في محارق لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

والاهم من ذلك كله تلك العزيمة التي لا تلين من الشباب الذين اقبلوا على الموت اكثر من اقبالهم على الحياه حفاة عراه شعث غبر اشتروا الاخرة و باعوا الدنيا فما عندكم ينفد وما عند الله باق .نعم شعارهم النصر او الموت ولا تراجع. شباب يقاتل بارادة و عزيمة لا تنثني .

امام كل ذلك لم يكن للحوثي من خيارات مفتوحة بل مقيدة احلاهما مر اما الموت تحت ضربات التحالف الموجعة و المواجهة مع شباب لا تهاب الموت ربالتالي الهزيمة المحققه او التسليم و الاستسلام ولان التسليم كان الخيار الوحيد المتاح بل و الاوحد الذي يعد بمثابة طوق النجاة كان لابد لهم من البحث سياسياً عن راع معتمد ينقذهم من المأزق .

وكان لهم ماارادوا جاء جريفث للمرة الاولى وكابروا ظناً انهم قد يحققوا نصراً يذكر وعاد جريفث ادراجه لبلاده و منحهم الفرصة لكن اليومين لم تكد تنقضي الا وقد ايقنوا ان لا طاقة لهم بالمواجهة وجاء غريفث ملبياً على عجل وبأسرع ما يكون لانقاذ مايمكن انقاذه منهم معلناً موافقتهم تسليم الميناء بحسب ماتردد من اخبار..

هذا ما حققه ابناء و اسود الجنوب الذين فرضوا انفسهم و بسالتهم القتالية ليدرك الحوثي انه قد ارتكب اكبر حماقه ابان غزوه لعدن خصوصاً و للجنوب عامة يوم ان ظن الحوثي ان الفرصة قد غدت سانحة وصار الشباب ابن الماما و الشمه و التمبل و المعسل و الحبوب المخدرة التي اجتهد المجتهدون لتسويقها لافسادهم بها وما علم الحوثي وجماعته انه ان حمي الوطيس و غدت المسألة مسألة ارض وعرض فإن المعادلة ستتغير تماماً والواقع قد اثبتها و يجسدها لتؤتي ثمارها بالتحرير للجنوب من شباب لم يعتد على حمل السلاح بل والذهاب للمعتدي الغازي لعقر داره لتلقينه درساً يؤرخه الزمن و يوثقه التاريخ.

بالمقابل التاريخ سيؤرخ لمن ينعمون بالامتيازات و الاكراميات و يقيمون الاعراس الجماعية وينصبون الشاشات لمشاهدة فعاليات كأس العالم وينغمسون في التسليات و الامسيات .. سيؤرخ لجبهات وهمية استرزقت ومازالت تارة تسلم وتارة تستسلم وحبل الوداد بينهم خلوه دائم. ويظنون ان من حولهم سذجاً و لا يعون ما يدور حولهم.

من المؤكد انهم رموا من وراء ذلك لضرب عصفورين بحجر الاول مواصلة حرب الاستنزاف للارواح والمعدات والاهم من دلك كله هو التخلص من الشباب الآتي من الجنوب الذي فرض نفسه على الارض بقوة و من ناحية اخرى العبث والتلذذ بالمصائب والنكبات التي تحل بالمليشيا وايهامهم بانتصارات وهمية من خلال لعبة الكر والفر والتسليم تارة و استعادة المواقع تارة اخرى بنهم و صرواح وتعز و جميع المحافظات الشمالية التي ما سمعنا لحد اللحظة ان واحدة منها قد تحررت بل و ابداء مودة لهم اشبه بمودة توم و جيري .

لكن اللعبة اوشكت على النهاية و الاقنعة تتساقط تباعاً والايام كفيلة بأن تكشف الباطن و المستور.وماتخفيه الصدور ..

وفي الاخير ما تنسوا الصلاة و السلام على سيدنا الرسول عليه افضل الصلاة وازكئ التسليم.

عفاف سالم