عفاف سالم تكتب لـ(اليوم الثامن):

كيف تباع الكتب المدرسية في الأسواق ياوزارة التربية؟

ماالذي يحدث بالضبط ياوزارة التربية والتعليم و كيف غدت مبادئ الثورة واهدافها اثرا بعد عين فكلها لم تعد الا ذكرى من بنود عهد سابق و زمن داثر

التعليم اليوم غدا بضاعة ووسيلة استرزاقية مباحة و مشرعنة شأنها شأن المتاح من المواد و السلع .

فالرياض والمدارس وصولا الى الجامعات تمت خصخصتها .

الجامعات الأهلية بدورها اوجدت التعليم الموازي وعن بعد والنفقة الخاصة و... وغدت الاسباب مهيأة لمن يمتلك القدرة على الدفع المسبق والملحق ومن يعجز يفوض امره لله

بوقفة عابرة تكتشف ان المساواة وازالة الفروق بين الطبقات انتهت و حق التعليم المجاني يندثر بمرور الاعوام وسياسة التجهيل هي التي تطغى وبقوة

من المؤسف أن د. صالح باصرة يعد أول مشرعن للخصخصات في المحافظات الجنوبية وقد اجحف بحق وطن فوجئ شبابه بحاضر يختلف عن سابق نعم فيه الالاف من الاباء بحق التعليم المجاني والابتعاث الخارجي بل و مصروف جيب للدارس الداخلي بالجامعات فضلا عن تأمين السكن لابناء الارياف كان كل ذلك بعيدا عن الخصخصات و كابوس الموازيات و النفقات الخاصه و غيرها من المسميات المستحدثة كخيار بديل عن التعليم النظامي الذي اصبح من المحال ومن ذكرئ زمن ولئ وجبر

الجدير أن من اقر ذلك هم اساتذة و دكاترة جميعهم نعموا بمجانية التعليم ابتداءً من الرياض وانتهاءً بالابتعاثات و التعيينات و التوزيعات.

هؤلاء لم يسمعوا لأحد الآباء الذي قال بحسرة تعلموا وسافروا وتدكتروا وجونا مشرعنين للموازي شوفي انا موظف بسيط بالجامعة وحاوش بالمواصلات ولدي جهال كثير فكيف نعلم اولادنا نحن الاباء من ذوي الدخل البسيط ومعدوميه حينها انتابني الحزن على وطن عجز أن يكفل لابنائه حق التعليم والابتعاث و التوظيف .

ومازاد الطين بلة حين أتت جارتي تخبرني انها ذاهبة للسوق بالصباح لشراء الكتب المدرسية لابنتها ولما رأت عجبي قالت الكتاب يباع مصور نسخ واصل والاصل وكله بحسابه ما انا دارية كيف ذا الكلام بس ايش نسوي ؟!انتهى كلامها وتركت الغصة في نفسي.

ماالذي يحدث ياوزارة التربية والتعليم كيف يباع الكتاب المدرسي بالاسواق في وقت تفتقر اليه المدارس في شرع من هذا يا عالم ؟؟ وهل المطابع الحكومية تطبع لرفد الاسواق والمدارس الخاصة ام للمدارس الحكومية التي باتت تشهد تقلصاً في الكادر والمبنئ والواقع يترجم المأساة بكل شفافية ولا حول و لا قوة الا بالله

بالمناسبة هل فعلاً تباع الكتب علئ قارعة الطرقات واين الحملات والمحاسبات للحد من الاتجار بالكتاب المدرسي

بقي أن اقول ياحكومة اهتموا بالتعليم الحكومي الذي يحتاجه البسطاء وابناء ذوي الدخل المحدود وليس بالتعليم الخاص الذي لا يسدد فاتورته غالبا الا المهاحرين او الذين تولوا مسؤولية العباد ونهبوا خيرات البلاد وقلة اخرى قررت الالتحاق بالركب طمعا في الحصول على تعليم افضل من معلم متعاقد بمدرسة اهلية يتقاضى من الاجر نصف مرتب المعلم الحكومي أن لم يكن الربع منه لغياب دور الوزارة الرقابي

وما عساي أن اقول ياحكومة ويا شرعية وياانتقالي بالله عليكم اعيدوا قراءة مبادئ و اهداف اكتوبر و انظروا ما تبقى منها لعامة بسطاء الشعب قبل الاحتفاء بذكرى عيد الاستقلال القادم

وما تنسوا الصلاة و السلام على رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و التسليم.

عفاف سالم