عبدالله العلمي يكتب:

البحرين بخير

خلال ساعات قليلة من نشر إشاعة إصابة الاقتصاد البحريني بوعكة صحية، أكدت مصادر موثوقة محلية ودولية التزام المنامة بدعم الإصلاحات الاقتصادية والأوضاع المالية بهدوء وروية وحكمة.

تستمر البحرين بوضع وتطبيق تصورات تكفل تحقيق التوازن المالي برغم محاولات خارجية إثارة البَلبلة والفتنة. هذا الإجراء يعكس اهتمام الحكومة البحرينية بدراسة الخيارات والبدائل لدعم الوضع الاقتصادي والاستقرار المالي. الإعلان الهادئ للبنك المركزي البحريني هذا الأسبوع الالتزام بسعر صرف الدينار مقابل الدولار، خطوة إيجابية في الطريق الصحيح. هذا ليس بغريب على مملكة البحرين الشقيقة التي تتميز بالعديد من الفرص في قطاعات التقنية والمال والسياحة والزيادة المطردة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة في اقتصاد المملكة.

المبادرة السعودية– الكويتية– الإماراتية لمساندة البنك المركزي البحريني مُجَدولة وليست خطة طارئة أو استثنائية، فالمنامة تتعاون مع الرياض والكويت وأبوظبي بشكل مستمر ومنذ زمن طويل. طبعا هناك جهات شاذة معروفة تستغل هذا الدعم لتروج الأكذوبة المعروفة عن “أزمة اقتصادية” في البحرين. في نفس الوقت، تواصل المنامة عملها بمهنية عالية لتعزيز استدامة التمويل الحكومي، وبناء الاحتياطات النقدية التي تكفل الاستقرار وتدعم الاقتصاد الوطني وتوفر الملاءة المالية. الهدف من هذه الجهود هو الاستمرار في تطبيق الإصلاحات الاقتصادية لتحقيق التوازن بين الإيرادات والمصروفات بما يكفل استقرار الأوضاع المالية. المنامة حريصة على قوة اقتصادها في بيئة استثمارية منفتحة ومقومات نمو راسخة. هذا أفضل رد على الأخبار المُلَفَّقة التي تدعو لنشر الفوضى في البلاد.

رسالة المنامة واضحة؛ الدينار لم يهبط، وسندات البحرين السيادية (بالدولار) بصحة جيدة. الدينار البحريني عملة مربوطة بالدولار بسعر ثابت، وهذا يدحض أكاذيب الجهلة بالاقتصاد. الخطوة التالية متابعة مستجدات الوضع الاقتصادي المحلي ودراسة الخيارات التي تعزز القوة الاقتصادية.

البيئة الاقتصادية في البحرين والفرص الاستثمارية فيها جيدة؛ سندات البحرين في حالة انتعاش في ظل أنباء مشجعة عن آفاق الوضع المالي للبحرين. ليس لدي أدنى شك أن “منتدى البحرين لفرص الاستثمار” المقرر إقامته في مقر البرلمان البريطاني في لندن في 19 يوليو الجاري سينال نصيبه المستحق من النجاح على مستوى العالم.

مسيرة الإصلاح في البحرين قائمة ولم تتوقف؛ المنامة تطبق البرامج الحديثة لتوظيف وتأهيل المواطنين الباحثين عن عمل. القطاع الخاص يجتهد في استقطاب الكفاءات وإدماجهم بمختلف القطاعات الإنتاجية مما نتج عنه تنافسية عالية. إضافة إلى ذلك تحرص المنامة على حماية الحقوق والحريات بغض النظر عن عرق أو جنس أو دين الفرد.

أما الأوضاع الاجتماعية والثقافية في البحرين فهي بخير. استقبلت العائلات البحرينية الكريمة الأسبوع الماضي الوفود الدولية المشاركة في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي تستضيفه وتترأسه البحرين بقيادة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة.

فتحت المنامة أبوابها وقلوبها بكل حب للمئات من الضيوف المشاركين. كانت هذه بشهادة الصحف العالمية، بادرة غير مسبوقة على مستوى اجتماعات لجنة التراث العالمي، لتقدم للعالم نموذجا واقعيا لطبيعة الإنسان البحريني المحب والمضياف. كذلك فإن تناغم المجتمع البحريني والخليجي مع الحراك الثقافي في خيمة نخول وغيرها، يعززان الصورة الحضارية لمملكة وشعب البحرين. عدد زوار خيمة نخول منذ انطلاق مهرجان صيف البحرين بلغ أكثر من 106 آلاف زائر.

ليس لدي شك أن حكومة البحرين تعمل على دراسة الخيارات المتاحة وتبني الأفكار الإيجابية للارتقاء بالاقتصاد الوطني. مهما حاول الإعلام المشبوه إحداث ضجة أو تلفيق أكذوبة هنا أو هناك، فالمنامة ماضية بزيادة معدلات النمو وتحقيق الاستقرار المالي. هذا مُطمئِن أن البحرين والحمد لله بخير.