ناج يروي تفاصيل جديدة

الأحد الدموي .. والأرواح التي ذهبت أدراج الرياح

كان الأحد دامياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حيث شهد مجزرة دموية بشعة أدمت القلوب وتفطرت من هولها الأفئدة في وقت لم يمر على سابقتها سوى اسبوعاً واحداً من الزمان فالأولى عصر السبت والثانية صبيحة الاحد .

نفس المكان اللهم ان كان الاختلاف بين الحادثين طفيفاً فهذا وقع امام البوابة الامامية لمعسكر الصولبان والآخر من الناحية الخلفية للمعسكر نفسه ونفس الطريقة والاسلوب وإن كان هناك من ينفي وجود انتحاري في الحادث الأول مرجحاً العبوات الناسفة التي أجهزت على مجموعة ثم الحراسات التي فقدت صوابها بحسب ما ردد الشارع أما الحادث الآخر فقد أكد الجميع انه عمل انتحاري بحسب شهود العيان.

فأحد الشباب كما روت إحدى قريبات المجندين الذين كتبت لهم النجاة تروي تفاصيل ما حدث بحسب ما رواه الناجي لأهله وصحبه ،  حيث أفاد شاهد العيان هذا، أنهم وبينما كانوا ينتظرون دورهم للدخول إذ أقبل عليهم شاباً شديد سواد البشرة ، وقال لهم مالكم كذا لو أجا أحد بايفجركم ارتصوا ارتصوا وتطوبروا وبينما هموا بذلك  ووقف منهم من وقف  للتطبير ما لبث أن ابتسم وسرعان ما مد يده لنزع حزامه حتى هم شاهد العيان هذا الذي كان جالساً حينها بالانبطاح التام.

 وفي ثواني كان حدسه قد صدق ، وإذا به يروي كيف كانت الكتل اللحمية تتطاير  فوق رأسه وفي جميع الاتجاهات بفعل  التفجير ، مؤكداً أن كل من كان واقفاً في ذات المكان قد هلك المهم كتبت للشاب النجاة وما زال على قيد الحياة لينفي بدوره أخباراً تم تناقلها عبر الواتسات وصوراً تنسب العمل لأشخاص ربما لا ناقة لهم في الحادث ولا جمل .

وبالتأكيد كل من نجا منهم يستطيع تأكيد رواية زميلهم أو نفيها مع أنه لا توجد مصلحه لإخفاء الحقيقة التي حتماً ستتضح عبر الأحياء الذين كتبت لهم النجاة واولئك الذين قد تمزقت منهم الاطراف وبترت له بعض الأعضاء لكن ما زالت قلوبهم تنبض بالحياة لتروي هول المأساة .

يالها من فاجعة حقيقية وانت تستمع لما حل بهم وكيف أخذت بقايا اللحوم البشرية بعد ان طمست المعالم الحقيقية للصلاة عليها في المساجد ، ومن كان أحسن حالاً نسبياً من القتلى أخذوا الى منازلهم لتشهد وداعهم اسرهم المنكوبة ، فولدهم  الذي خرج سليماً وفي أبهى حلته وزينته ، قد غدا حاله مأساوياً ، تذرف الدموع بغزارة لكل من شهد منظره وأقبل لوداعه ، فأي جرم ارتكبه هؤلاء الذين لم تحتمل اسرهم المصاب الجلل في وقت مازالت فيه ارواح جرحى التفجير السابق ترتقي تباعاً لربها.

وسائل التواصل أيضاً تناقلت قصة المرأة التي قضت نحبها لمجرد رؤية فلذة كبدها بين القتلى في المستشفى.

وقصة الأبوين الذين فقدا وحيدهما وكذا الأسر التي فقدت اثنين من البيت نفسه و.....

المشهد هذه المرة اختلف فقد تنوعت فيه مائدة الشواء التي  حوت شباباً من محافظات الجنوب وتحديداً عدن وأبين ولحج .

اللهم ارحم الشهداء واكتب الشفاء للجرحى وارفق بجميع الأحياء وجنب البلاد والعباد ويلات الفتن ما ظهر منها وما بطن انك وحدك ولي ذلك والقادر عليه وصلوا وسلموا على نبي الرحمة الذي ترتجون شفاعته والشرب من حوضه.

عفاف سالم