د. عبدالله العوذلي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الجنوب واصحاب مشاريع المناطقية

ننظر بعقل وخاصةً اصحاب العقول المسممة بسموم مصالح الذات ومصالح أبن خالي وأبن عمي وو إلخ ... أذا كنا كما ندعي اننا مع الجنوب وقضيته فمن يمثلنا أذا كان لا يوجد ممثل في الساحة الجنوبية غير المجلس الانتقالي الذي خرج يفوضه الشعب الجنوبي في اكثر من مليونية..
إخوتي مهما كانت عندنا احقاد شخصية على بعض الاشخاص في المجلس او انهم لم يختارونا في القائمة الخاصة بالمجلس يجعلنا نحارب مشروع المجلس الذي هو مشروع الشعب الجنوبي نكاية بفلان وعلان، فهذه انانية شخصية ولا توجد للقضية الجنوبية بداخلنا اي تأثير، لو اننا حقيقةً لدينا الحس الوطني الجنوب كهوية وارض وتاريخ وانسان فلن نساوي الافراد الزائلون بقضية الوطن.
لو افترضنا اننا كمجموعة جنوبية صغيرة معادية للمجلس الانتقالي الجنوبي هل باستطاعتنا اننا نقنع الشعب الجنوبي من المهرة شرقاً حتى باب المندب غرباً إن عداوتنا ليست شخصية ولا مناطقية، وانما تلك العداوة تنبع من الحس الوطني الجنوبي وتتماشى مع مشروعه للقضية الجنوبية الذي ضحى بعشرات الآلاف من اجله وهوا الاستقلال والتحرير من الاحتلال اليمني البغيض.
فعندما يتم ذلك الاقناع بالقول والفعل للشعب، وتوجد لديه القناعة في ذلك سيخرج في مليونيه يلغي ذلك التفويض الذي منحه الشعب الجنوبي للمجلس الانتقالي وسيكون الطريق الوحيد الذي سيتم فيه ازاحة المجلس من التمثيل للجنوب وقضيته في المحافل الدولية والإقليمية.
ولن نحتاج بعدها لتلك السيول من المنشورات في المواقع الاجتماعية والصحف والتي تقدح وتذم وتحاول التقليل من اهمية ومكانة المجلس داخلياً وخارجياً، بل بالعكس فقد زادت الشعب الجنوبي تمسكاً به لكون تلك المنشورات تحمل نفس اللهجة العدائية التي يلاحظونها في مواقع وصحف ومنشورات قوى الاحتلال اليمني الثلاث وقد تكون بعضها اشد قساوة من العدو نفسه.
لو اننا حقاً مخلصين مع الشعب وقضيته ولا توجد في اجنداتنا (حب الذات .ش. ع. والمناطقية المقيتة.. وهواية الوقوف بوزارات باب اليمن) فلن نحتاج لكل تلك الهالة الإعلامية الضخمة لمحاربة الشعب في من يمثله وهوا المجلس الانتقالي لان الشعب الجنوبي قد بلغ سن الرشد ومن لم يبلغ سن الرشد فيشاهد المواقع والقنوات الخاصة بقوى الاحتلال اليمني فيجد منشوراتنا ضد الانتقالي طبق الاصل لها فيعرف اننا اشد عداوة من العدو نفسه.
كان الواجب علينا إن نضع الحجه بالحجة امام الشعب الجنوبي من خلال قيادات جنوبيه لها تاريخ طويل في محاربة المحتل اليمني مروراً بالغزو الثاني للجنوب ولها شرف في التصدي له وشعارها الجنوب اولاً وليس للأحزاب او الجماعات وتعتبر الجنوب وقضيته خط احمر حتى يومنا هذا وتنزل الى الشارع الجنوبي في كل المحافظات لإقناع الشعب بمشروعها وهدفها فليس الشعب ملكاً لأفراد او قبيله ولكن الشعب ملكاً لقضيته وهدفه الذي ضحى من اجله، فان وجد في تلك القيادات وضوح وشفافية اكثر من قيادة الانتقالي فسيخرج الشعب الجنوبي في مليونيه لتفويض تلك القيادة.
ولكن نحن نيتنا سيئة ولا نمتلك حتى تأييد اهلنا لنا في نكران تضحيات الشعب الجنوبي وقضيته والسير بنفس خطوات من استباح ارضنا الجنوبية في عداوته لأهلنا واخواننا، حتى إن الكثير ممن يؤيد الانتقالي يتسأل ويقول يا اخي اذا افترضنا اننا تركنا تأييدنا للانتقالي هل لديكم الافضل على الساحة الجنوبية وهل استطعتم خلال هذه الفترة تكوين ممثل للجنوب حتى لديه تفويض من الشعب الجنوبي ولو بنصف الشعبية التي فوضت المجلس الانتقالي، فوجدت نفسي مثل الاطرش في الزفة..