عبدالله العلمي يكتب:

عصابة الأشتر على قائمة الإرهاب

“سرايا الأشتر” عصابة قطاع طرق تتبع أيديولوجيا التيارات الإيرانية المتشددة المشحونة بنزعة متطرفة وعقيدة مذهبية وعقلية توسعية. تُحَرِّض “سرايا الأشتر”، ذات التربية العقائدية الطائشة، على قيام ثورات طائفية مسلحة لظهور الإمام الغائب المهدي المنتظر.

في بداية عام 2018 كشف وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، أنه تم خلال 2017 القبض على 47 عنصرا إرهابيا من العناصر الرئيسية والذين ينتمي أغلبهم إلى ثلاثة تنظيمات إرهابية: سرايا الأشتر، وسرايا المختار، وسرايا المقاومة الشعبية.

المحرض الرئيس وراء عصابة “الأشتر” هو إيران التي قامت بتجنيد عدد من الإرهابيين في أواخر عام 2012 في البحرين، ومنهم أحمد يوسف سرحان وجاسم أحمد عبدالله المتورطان في عدة قضايا إرهابية. فعلا، إيران أفضل مكان لتعليم خيانة الأوطان.

انتهزت الخلايا المسلحة المدعومة من طهران الفرصة، فشارك الحرس الثوري وحزب الله والحشد الشعبي في دعم وتمويل وتسليح خلايا الأشتر الإرهابية. هذا ليس كل شيء، بل ساهمت “كتائب حزب الله” بأبواقها الإعلامية الموجهة من الضاحية الجنوبية في بيروت في تدريب قيادات تنظيم “الأشتر”على استخدام الأسلحة وصناعة المتفجرات.

أحبطت العيون الساهرة البحرينية عددا من الجرائم التي كان الإرهابيون ينوون تنفيذها في مملكة البحرين الشقيقة. من ضمن هذه الجرائم الموثقة الشروع في عملية اغتيال عدد من المسؤولين والشخصيات العامة، واستهداف رجال الأمن من ضباط وأفراد، وحرق وتدمير المنشآت النفطية بهدف ضرب الاقتصاد الوطني، وإيواء الهاربين من العدالة، والتخطيط لتنفيذ عمليات تخريبية خلال فترة الاحتفالات بالأعياد الوطنية.

لم تكن عملية الإيقاع بإرهابيي “الأشتر” سهلة، فقد دربتهم طهران على تخزين الأسلحة، ونقل وتوزيع العبوات والأموال، وإعداد التجهيزات السرية لصناعة المتفجرات. لم تقف المنامة مكتوفة الأيدي، بل نفذت أكثر من 105 مهمة أمنية شملت 42 منشأة، وتمت إحالة 290 مطلوبا ومشتبها إلى النيابة العامة.

كل الأدلة تشير إلى اتهام طهران بسبب نهجها التحريضي على البحرين. في سبتمبر 2016 قال أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني وقائد الحرس الثوري الأسبق محسن رضائي، إن طهران “لن تتخلى عن حلفائها في سوريا والبحرين واليمن”.

الجنرال محمد علي فلكي، القيادي في الحرس الثوري، وقائد “فيلق القدس” الإرهابي قاسم سليماني كانا أكثر وقاحة باعترافهما بأنهما حرضا على أعمال عنف وإرهاب وإطلاق ما أسمياها “مقاومة مسلحة” ضد الحكومة الشرعية في المنامة.

دأبت إيران، بلا كلل أو ملل، على تدريب العصابات الإرهابية لإشاعة الفوضى في البحرين، واستضافت الإرهابيين لتلقي التعليمات في معسكرات الحرس الثوري في طهران. أضف إلى ذلك، التحريض على الهروب من سجن “جو”، وعملية تفجير أنبوب النفط عند قرية “بوري”، واستهداف الدوريات الأمنية في منطقة “الدراز”، ومحاولات طهران المتكررة لبسط سيطرتها على دول الجوار.

كل هذه العمليات الإرهابية تمت بإيعاز مباشر من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الذي استقبل مرات عديدة أعضاء عصابات الميليشيات البحرينية الإرهابية التي مولتها طهران.

تأخرنا كثيرا في قطع طريق “الهلال الإيراني” الذي ينطلق من طهران وينتهي في بيروت، مرورا ببغداد ودمشق.

وزير داخلية البحرين كان واضحا عندما قال “واجبنا الوطني يتطلب مواجهة التطرف والتقوقع بالطائفية، والانتقال إلى الفضاء الوطني لكل البحرينيين”. هذا يعني أن مملكة البحرين لن تسمح للإرهاب الإيراني بالتغلغل إلى أراضيها أو المساس بأهلها الكرام.