د. علوي عمر بن فريد يكتب:
الممرات الملتهبة ‘‘مضيق هرمز وباب المندب‘‘ !!
• لاشك أن تعليق السعودية لشحنات النفط الخام عبر باب المندب، جراء تعرض ناقلتين تابعتين لشركة البحرية السعودية لهجوم من قبل ميليشيات الحوثي اليمنية سوف تلقى بظلالها على الأسواق وسيكون لها تداعياتها على أسعار الخام . لاسيما وأن الإعلان السعودي أكد تعليق مؤقت لصادرات نفطية تقدر بـ4 ملايين برميل عبر باب المندب،جاء في وقت تشهد السوق العالمية شحاً في المعروض نتيجة تقلص الإمدادات من عدد من المنتجين الرئيسيين، إلى جانب توقعات تأثير عودة العقوبات الأميركية على إيران على حجم المعروض العالمي، إن تعليق شحنات النفط قد يؤدي إلى احتمال تدخل قوى خارجية لمساندة التحالف العربي في مواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران .
• الدكتور عامر السبايلة، الكاتب الأردني والخبير الاستراتيجي، قال : "إن الرابط المنطقي الوحيد لهذا التصعيد الأخير هو أنه جاء نتيجة الضغوط المستمرة من جانب الولايات المتحدة على إيران والتلويح بمنع تصدير النفط الإيراني لترد طهران بأنها إن لم تصدر النفط فلن يصدره غيرها في الخليج وبالتالي هذا التصعيد هو ترجمة للتهديد الإيراني ". ويقول السبايلة إن مساحة المناورة لدى الإيرانيين تضيق يوماً بعد يوم وبوتيرة سريعة، خاصة مع إلغاء الاتفاق النووي واقتناعهم بعدم جدوى الشق الأوروبي في هذه المعادلة. وهو ما جعلهم يشعرون بأنهم مستهدفون بشكل مباشر كما أنهم يعلمون الآن أن الأزمة تتجه إلى الداخل الإيراني.
• أن هذا التهديد سينعكس على مسرح العمليات العسكرية في اليمن , بهدف سرعة تحرير الساحل الغربي بشكل عام , حفاظا على مصالح دول الخليج النفطية . قبل مصالح اليمن.
• .لا نَستبعِد أن يكون هذا الهُجوم مُرتَبِطًا بطريقةٍ أو بأُخرى، بالتَّهديدات الإيرانيّة بإغلاق مَضيق هرمز الذي تَمُر عبره ناقِلات تَحمِل 18 مليون برميل يوميًّا في حال مَنع الصادرات النفطيّة الإيرانيّة في إطار العُقوبات الأمريكيّة المُتوقَّع تطبيقها في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المُقبِل".وأوضح خبراء اقتصاد وطاقة أن مصر ستتضرر أيضاً من القرار السعودي بأزمة باب المندب، حيث تمر معظم الصادرات من الخليج إلى قناة السويس عبر هذا المضيق. وذكرت تقارير اقتصادية أن نحو 98 % من البضائع والسفن التي تعبر القناة تمر من مضيق باب المندب كما تعتمد مصر على الغاز الطبيعي المسال المستورد للحفاظ على إمداداتها من الكهرباء عبر المضيق، إذ تتجه ناقلة واحدة من الغاز الطبيعي المسال إلى مصر أسبوعياً من باب المندب.وأكد الباحث عدنان هاشم أن "قناة السويس ستتأثر فعلياً بهذه الأزمة التي ستنعكس سلباً على الشحنات التجارية والنفطية، وقد تدفع مصر للانخراط في حرب اليمن".
• ومن جانبه، قال الخبير اليمني في التأمين بلال أحمد: "قد تؤدي أزمة باب المندب إلى ارتفاع التأمين على البضائع وشحنات النفط التي تمر عبر المضيق، بالإضافة إلى ارتفاع التأمين على السفن التي تنقل النفط والبضائع
• ومضيق باب المندب، أو بوابة الدموع، ممر مائي يصل خليج عدن وبحر العرب بالبحر الأحمر، ومنه عبر قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط؛ ويقع بين اليمن في آسيا وكل من جيبوتي واريتريا في أفريقيا يبلغ عرض المضيق 30 كيلومترا مربعا، و16 كم هي الطريق المتاح لدخول وخروج السفن من وإلى البحر الأحمر، بعمق يصل إلى 200 متر، ما يجعل أي سفينة في العالم تمر من المضيق بسهولة.
• ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه بالاتجاهين، بأكثر من 21 ألف قطعة بحرية سنوياً، تمثل 7% من حركة الملاحة البحرية العالمية.
• إن التلويح بإغلاق مضيق هرمز أثار ضيق الحليف الصيني بالفعل، فلا أحد يمكنه أن يتحمل إغلاق المضايق ولا إيقاف حركة التجارة العالمية والتأثير على صادرات وواردات النفط فالأمر تحول الآن إلى مشكلة كبيرة ذات طابع دولي.
• النفط الخليجي بات في خطر حقيقي، والسبب تنامي المخاطر السياسية والأمنية المحدقة به خاصة من قبل إيران وميليشيا الحوثي، وما يحدث من استهداف الحوثي المتكرر لناقلات النفط السعودية بالصواريخ والمدافع أكبر دليل على ذلك، كما أن التهديدات الصادرة من طهران من وقت لأخر باتت تشكل خطرا حقيقيا على صادرات النفط الخليجية والعربية، خاصة إذا ما علمنا أن معظم صادرات الخليج من النفط لأسواق العالم تمر عبر مضيقين هما باب المندب وهرمز، فباب المندب تمر من خلاله نحو 4.8 مليون برميل من النفط والمنتجات البترولية المكررة، كما يتم عبر المضيق تلبية الجزء الأكبر من احتياجات أوروبا وأميركا من النفط والغاز”.
• وأشار المصدر إلى أن “مضيق هرمز الذي تحكم إيران قبضتها عليه تعبره 20 إلى 30 ناقلة نفط يومياً من الدول المطلة على الخليج، وبما يعادل 18.5 مليون برميل، فالسعودية مثلاً تصدر 88 % من إنتاجها النفطي عبر المضيق، والعراق 98 %، والإمارات 99 %، ويمر بالمضيق أيضا جميع نفط إيران والكويت للخارج، كما تستخدمه قطر لتصدير معظم إنتاجها من الغاز المسال”.
• ولفت المصدر إلى أنه “في حال محاولة سفن النفط الخليجية تفادي الخطرين “الحوثي والإيراني”، فإنها تقع بين خيارين آخرين كلاهما مر، فإما أن تختار دولة أو جهة ما لحمايتها من المخاطر خلال مرورها في الخليج العربي أو البحر الأحمر، أو أن تتفادى العبور من خلال مضيق باب المندب وتمر عبر ممر كيب تاون بجنوب أفريقيا، وهو ما يعني مزيداً من الوقت والكلفة”.
• الولايات المتحدة ينبغي "أن لا تكتفي فقط بالحرب الكلامية والتراشق اللفظي ولكن ينبغي تحريك الأساطيل الأمريكية إلى مياه البحر الأحمر والخليج العربي لردع الحرس الثوري الإيراني وأذنابه من الحوثيين وحزب الله وغيرهم من التنظيمات الإرهابية من الاعتداء على البواخر التي تمر من مضيق هرمز وباب المندب مما يهدد بوقف الإمدادات النفطية لدول العالم".
• التحرك السعودي الحالي هو تحرك ضاغط على كل العالم فعليا وعندما تتحرك دول الخليج وتوقف صادرات نفطها عبر باب المندب سيصبح التأثير عالمياً. وإذا كانت القضية لها عدة سنوات محصورة في مربع صغير، وهو مربع اليمن، فاليوم لم يعد ممكناً أن يكون الأمر مرتبطاً باليمن فقط. فستكون لخطوة السعودية تداعيات على الاقتصاد العالمي فعليا وهذا ما سيدفع الجميع للتحرك بسرعة.
• تعاني إيران من أزمات اقتصادية كبيرة، فالعملة تنهار والتهديد بمنعها من تصدير النفط أصبح حديثاً أمريكياً شبه يومي. كما أن شهر العسل مع الحليف الروسي بدأ يتحول إلى خريف. ويبدو النظام الإيراني منشغلاً بالحرب على أكثر من صعيد أخطرها الصعيد الداخلي.
• "الهروب من الاستحقاق القادم سواء كانت طبيعته اقتصادية أو مواجهات مسلحة على الحدود ذات طابع اثني، وما يحدث لهم اليوم من تجريدهم من جنوب العراق وخسارتهم للجنوب السوري، كل هذه الأمور لا شك أدت لأن يستشعر الإيرانيون أن اللحظة القادمة هي لحظة التفجير في الداخل الإيراني"، يقول السبايلة. إذن فلابد لهم من التصعيد لتجنب الوصول إلى هذه النقطة.
• هل تتهور إيران وتغامر بإغلاق مضيق هرمز كما هددت؟"، يقول عبدالله الهدلق في الوطن الكويتية أنه على الرئيس ترامب "أن يستعد للأوضاع المقبلة وعليه أيضا - كرجل أعمال قبل أن يكون رئيسا لأمريكا - أن يدرك حجم خسائر الاقتصاد العالمي وخاصة الأوروبي والأمريكي جراء تلك المواجهات مع إيران".
ويشدد الهدلق أنه "يكفي لإغلاق المضيق أن يتم إغراق باخرة نفطية إيرانية في قلب المضيق لتجميد صادرات ثلث نفط العالم لشهور أو سنوات.
وخلال هذا العام يمكن القول أن حروب الممرات المائية الملتهبة بالنار قد بدأت فإما أن يطفي لهيبها المجتمع الدولي وإما أن تطال نيرانها الجميع !!
د. علوي عمر بن فريد