مشاري الذايدي يكتب:
ستايل قطري!
الحق أن التقرير الفاضح الذي نشرته صحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية عن أساليب السلطة القطرية في قطف تنظيم كأس العالم 2022 المظلمة والسوداء، ليس غريباً على مجمل سلوك الدوحة، حتى تأخذنا الدهشة ونصرخ على طريقة المسرحي العظيم يوسف وهبي: يا للهول!
ربما قيل إن حملات الصحافة الغربية، وخصوصاً البريطانية بسبب خسارة بريطانيا تنظيم هذه الاحتفالية الكبرى، لكن لو غير الدوحة وأنصارها من لجان الإخوان العالمية، قالها! ومن خلفهم من يريد دولارات الدوحة السهلة من صناع العلاقات العامة ومؤجري أنفسهم لأي أمر، شريطة توفر المال وتحسين الحال، وما أكثرهم.
كم هو مدهش وحدة المنهج القطري في الحملات الإعلامية السوداء من كرة القدم إلى السياسة والدين والفن والمجتمع، نفس النبع الأسود القاتل!
في إحدى رسائل البريد الإلكتروني المؤرخة بشهر مايو (أيار) من عام 2010؛ بدأت تلك الرسالة المعنونة بـ«الاستراتيجية» كالتالي: «على مدى الأشهر الأربعة الماضية؛ قمنا بحملة شاملة لتقويض ترشيحات الدول المنافسة لاستضافة كأس العالم 2018 - 2022، خاصة أستراليا والولايات المتحدة».
كيف تمّ ذلك؟
من خلال هذه الأساليب:
* «توظيف الصحافيين والمدوّنين والشخصيات البارزة في كل سوق بهدف إثارة التساؤلات وتعزيز الجوانب السلبية لمناقصات كل سوق على حدة في وسائل الإعلام.
* توظيف رئيس اتحاد الاقتصاديين الرياضيين (حسب النص الحرفي) لكتابة دراسة شاملة حول كيف خسر كأس العالم بأميركا المال وكيف سيؤدي اقتراح «استضافة كأس العالم» 2018 - 2022 إلى خسارة الأموال أيضاً.
* توظيف مجموعة معلمين أميركيين في مجال التربية البدنية ليطلبوا من ممثليهم في الكونغرس الأميركي تقديم تشريع يعارض «استضافة» كأس العالم بأميركا بحجة أن الأموال التي ستُنفق على بطولة «كأس العالم» يمكن أن تستخدم أفضل في تمويل الرياضة بالمدارس الثانوية.
* دعم مجموعة من طلاب مؤيدين لرياضة الرغبي في أستراليا يحضرون مباريات الرغبي وتكون بحوزتهم لافتات تحمل عبارة «دعوا رياضتنا الرغبي وشأنها، ولا لكأس العالم». هل هناك فرق بين هذه الأساليب وما فعلته الدوحة مثلاً في تحريض الرأي العام بالعالم والسعودية ضد وجود قاعدة أميركية بالسعودية (قاعدة الخرج) بحجة دينية (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)، ثم استضافة هذه القواعد في قطر!
هل يوجد فرق بين هذه الأساليب وما عملته الدوحة، ولجان الإخوان التابعة لها، من التحريض على السعودية بوهم «صفقة القرن» مع إسرائيل، ثم العمل مع إسرائيل صراحة، وعلناً... وما صور بيريز وتسيبي ليفني في الدوحة عنكم ببعيد!
ومثل ذاك كثير ومثير، إن العصا من هذه العصيّة.
نقلاً عن "الشرق الأوسط"