ايمان الرشيد تكتب لـ(اليوم الثامن):

زمن الهاوية (1)

استيقظت فجر سادس أيام العيد كعادتي لأداء صلاة الفجر ،  وما إن انتهيت دعوت الله ربي بأن يحقق لي أمنيات في قلبي ، إحداها صلاح أحوال البلاد والعباد، وسألته ربي خير ما في هذا اليوم والأيام القادمة، فوضع بلادنا يحتاج إلی الدعاء و الكثير من العمل، وكعادتي بعد إن أفرغ من دعائي ، انتقل بين مواقع السوشل ميديا لمعرفة آخر التطورات ، فوجدت مواقع التواصل مكتظة بصور فتاة في عمر الزهور تحتها عنوان بارز( المفقودة /المخطوفة) .

كنت أظن أن الحرب وحدها هي من تخطفنا وتختطف أمننا وسلامتنا، والتي ما إن تنجلي ينجلي معها كل الذعر و الهلع .

انجلت الحرب  و  تنفسنا الصعداء بانجلائها ، وطرد خيرة شبابنا تلك  الشرذمة المرتزقة التي جاءت من اقص الشمال لتتخطف أمننا واستقرارنا  في عدن وفي باقي محافظات الجنوب تحديدا في 27 رمضان  تم الإعلان أن عدن محافظة محررة ،  و ظننت  أن حربنا قد انتهت ،  وأننا سندخل حقبة زمنية جديدة نمحو فيها  آثار الحروب ، نعالج فيها جروحنا ونطبطب  علی أم الشهيد ، ونرتقي ونسموا بعلمنا لتكسونا النهضة ، ولكن ما أنجلت تلك الحرب اللعينة ظهرت حروب أخری  طحينة، أصبحنا نعيش في وضع كارثي  في وسط غلاء المعيشة  وظهور ظواهر أخری باتت جديدة علی عدن  ، فلم نعد ننام او نستيقظ الا علی جرائم سرقة وقتل أو  اختطاف واغتصاب ، فقد انتشر القتل  و أصبح  أمر روتني  في شوارعنا ، و تجول الشباب في الشوارع  بالأسلحة وكأنها أحد أهم كماليات الحياة ، أم السرقة فباتت من أساسيات العيش لدی البعض ،  وظهر  الاختطاف و الاغتصاب و أصبح شيء روتيني في هذه المدينة الأصيلة العريقة ، والتي سطر رجالها البطولات  الكثيرة ضد الاستعمار البريطاني ، والاجتياح الشيعي الممهنج  .  

  فهل قيم مجتمعنا تبدلت وانحطت ، أم هناك أطراف تسعی جاهدة وراء هذه المعمعة التي نعيشها،

 جرائم  الاختطاف  إحدى أكبر المشاكل التي باتت  تزعزع أمن  وسلامة المواطنين في عدن ، فما هو السبب لانتشارها خصوصا  في الآونة الأخيرة،

 ومن الذي يقف ورائها !! ولمصلحة من!!

ومن هي الأطراف المستفيدة من كل هذه الصراعات التي يعيشها المواطن العدني،   اليوم استيقظنا علی فاجعة ، فما هي الفاجعة التي تنظرنا غدا!!

نسأل الله السلامة والأمن والاستقرار الدائم

 إيمان صالح