أنيس الشرفي يكتب:

حتى لايغيب الوعي

- من المخجل أن تتسع هوة التباعد بين القوى الجنوبية، رغم غياب الأسباب التي تستحق نشوء كل ذلك التباعد، فما زالت سلطتهم مسلوبة الإرادة حتى يتصارعون عليها، ولذا تجد الصراع ينحصر بين نخب الجنوب على المنصة والميكروفون والألقاب.

فيما القوى الشمالية (خصوم الجنوب) رغم تصارعهم على سلطة الشمال والجنوب معاً، تجدهم في الوقت ذاته يفتحون خطوط التواصل مع بعضهم، بهدف ردم الهوة بينهم، خشية أن يذهب الجنوب صوب استقلاله، فتذهب عنهم (الأوزة التي تبيض ذهباً).

وقد تتقارب قوى النفوذ الشمالي وتتفق على إقتسام السلطة والثروة، ثم يجيشيون جيوشهم لسحقكم، هذا إذا لم تسبقوهم لسحق بعضكم بعضاً، فلا يكون حضورهم حينها سوى تحصيل حاصل لإتمام إنهاء من تبقى منكم، لحظة إجهادكم وإفراغ معنوياتكم.

- ليس لأيٍ منكم حاجة في معاداة أو تبني مواقف غيره تجاه أخيه، فلا تعكس أو تتبنى آراء أو مواقف شخص ما تجاه سخص آخر، بل حدد مواقفك وآرائك انطلاقاً من مصالحك، وبما لا يضر أو يربك حقوق الآخرين أو مصالحهم المشروعة.

- جسد نموذج إيجابي ناجح يدفع المجتمع للالتفاف حولك، ويقنع المحيط الإقليمي والفاعل الدولي يثقون بأنك لن تتعثر أو تتصارع مع ذاتك غداً، إن هم منحوك الاستقلال.

- نجاح أي مشروع سياسي مرتبط بتأييد المجتمع، وتأييد المجتمع مرهونٌ بمحاكاة واقعهم والتماس حاجاتهم، فاصنع نموذج إيجابي جاذبٌ يحتذى به، وجسد شراكة حقيقية ويطبق العدالة والمساواة قولاً وفعلاً، لا مجرد قول مفرغ من المحتوى.

- في الجنوب شعب خير مقدام، بعضهم أفنى عمره من صراع سياسي إلى آخر، وأوشك العمر على الرحيل؛ لذا تجده حريصاً على بذل روحه إن كان فيها خلاص شعبه، وراحة أبناءه وأحفاده من بعده، وآخر لا زال يحمل في داخله حلم كبير بغدٍ أفضل، فلا تقتلوا أحلام شعبكم وتضحياتهم، بخلافاتكم الجوفاء وصراعاتكم البلهاء على كرسي السلطة الغائبة والثروة المنهوبة.

- لا خلاص للجنوب ولا سلامة لشعبه إلا باتحاد أبناءه واتفاقهم، وتسليم كلٍ منهم بالقبول بالآخر، والشراكة معه، وفق شراكة جامعة لا تمييز ولا محاباة ولا تهميش قيها.

- لا خلاص لليمن بجنوبه وشماله إلا بعودة الأمور إلى نصابها الصحيح، طبقاً لثنائية الواقع الذي يعزز حقيقة الساحتين والهويتين، ويثبت بتجلي ضرورة استعادة الدولتين وبنائهما، وإقامة علاقات الود والتكامل وحسن الجوار بين شعبي الدولتين، بدلاً من انزلاقهما إلى مصاف اللادولة، بسبب أطماع قوى نفوذ نفعية لا هم لها سوى ذاتها، وإن كان نعيمها يستقيم على موت الشعوب.


#أنيس_الشرفي