مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):

معركة التحالف الحقيقية في أروقة الأمم المتحدة وليس في اليمن

غادر وفد الشرعية و المبعوث ألأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث , جنيف بعد رفض الحوثيين بأعذار واهية المشاركة في المحادثات من اجل التوصل إلى حل سلمي الأزمة اليمنية , حيث كان من المقرر عقد الاجتماع , بعد أن تم الإعلان عن ذلك يوم الجمعة في مؤتمر صحفي في جنيف من قبل مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث , كما وجد المبعوث الخاص صعوبة في القول متى ستكون المحاولة الجديدة لعقد مشاورات بين طرفي النزاع في اليمن , و اكتفى بالقول إن الذي حصل اليوم لا يعتبر عقبة أساسية أمام استمرار جهود السلام ,وبأنه في الأيام القليلة القادمة سيذهب إلى مسقط (عمان) , كما يعتزم زيارة صنعاء لمناقشة الوضع الحالي مع القيادة الحوثية , وأشار إلى أن حركة "أنصار الله" قد عبرت عن رغبتها في المشاركة في المشاورات ولا زالت , وبهذا التصريح اظهر مارتن غريفيت نفسه وكأنه شاقي عند الحوثيين ومن يقف خلفهم.
طريقة مارتين غريفيت في إدارة ملف الأزمة اليمنية لا تشبه الطرق الأممية , التي سبقتها , وذلك من حيث الثقة التي يجب أن يتحلى بها المبعوث ألأممي و التلميح إلى استخدام ورقة الضغوط الدولية وتسمية المعرقلين لجهوده , ولكنه بدأ وكأنه مندوب لوبي قوي في الأمم المتحدة يتحكم في الملف اليمني , وعلى ما يبدو أن هذا اللوبي كان قد شارك في قرار تصفية الرئيس السابق صالح بعد أن تخلى عن مواصلة الدفاع عن مصالحهم وخاصة في الحدود اليمنية الغربية وموانئها , وفي نفس الوقت فتح هذا اللوبي صفحة جديدة لتحالف جديد مع الحوثيين بضمانه إيرانية , واشتد عود الضمانات الإيرانية بعد خروج قطر من التحالف العربي وبروز أزمة الثقة لدول الخليج مع قطر , الأمر الذي دفع الأخير إلى توثيق العلاقات مع إيران واستخدام نفوذها وقوتها المالية في أروقة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان في محاولات عدة لتشويه دور التحالف العربي في الأزمة اليمنية إنسانيا وأخلاقيا وعسكرياً و نتائج تحقيق فريق خبراء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الاخير خير دليل , والذي ذُكر فيه مغالطات بأن , التحالف العربي , الذي تقوده السعودية يفرض حصاراً برياً وبحرياً وجوياً تعسفياً على اليمن ويغلق المطارات والموانئ على رأسها مطار صنعاء بدون أي مبرر , ما يشكل انتهاكا للقانون الدولي و لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ويرقى لمستوى الجرائم الدولية , واغفل التقرير جرائم عصابة الحوثي بحق ألدوله والشعب مثل تجنيد الأطفال و زراعة الألغام بشكل عشوائي وقصف المدن بالأسلحة الثقيلة وقنص المدنيين .

إن الدعم القطري الايراني للوبي المساند للحوثيين في الأمم المتحدة هو من  إضعف و كسر هيبة دول التحالف العربي , التي أصبحت تدرك أن معركتها الحقيقية ليست في اليمن مع الحوثي وأتباعه , وإنما مع جماعات ضغط في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مدعومة قطرياً وإيرانياً وروسياً , لها مصالح قوية في اليمن ولا تريد أن تتخلى عن هذه المصالح مهما كان الثمن حتى وإن كان مصداقية الأمم المتحدة ذاتها , وهو ما أصبح تدركه دول التحالف , الذي تقوده السعودية والإمارات وهو الواقع , الذي طفح الكيل منه وسيجعلها في القريب العاجل إلى التعجيل باتخاذ قرارات متنوعة مفاجئة لتصحيح الأوضاع والمواقف وحسم المعركة .
معركة التحالف العربي الحقيقية هي في أروقة الأمم المتحدة , فعلى ما يبدو أن جزء كبير من أعضاء هذه الهيئة الدولية بعد خروج قطر من التحالف العربي و أزمتها مع دول الخليج , قد تحوث وألان يدرس اللغة العربية ليطلق الصرخة .