عبدالله العلمي يكتب:

وفد السلام في المنامة

جاءت زيارة الوفد الدولي من الحائزين على جائزة نوبل للسلام لمملكة البحرين هذا الأسبوع دليلاً على دعم جهود البحرين لنشر قيم التسامح والتعايش والسلام.

شاهد الوفد الزائر كيف حافظت البحرين على مبادئ السلم الأهلي، في نفس الوقت الذي تمكنت فيه من القضاء على من تآمروا على الوطن وناوؤوه وأرادوا تقويض منجزاته.

وقف الشعب البحريني بحزم بجانب قيادته ضد أكبر مؤامرة خبيثة واجهتها البحرين في فبراير 2011، عندما اندسّت عصابات ذات انتماءات مذهبية في محاولة فاشلة للانقلاب على الشرعية.

المؤامرات لم تتوقف، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية تجاوزت التصريحات. تم هذا الأسبوع القبض على 14 شخصاً إيرانياً، دخلوا البلاد بجوازات سفر مزورة.

رغم مرور أكثر من 47 عاما على إعلان استقلال البحرين، ما زالت الأطماع الإيرانية مستمرة منذ ذلك التاريخ، وكنت قد ذكرتُ معظمها في كتابي “الأطماع الإيرانية في الخليج”.

أصبح واضحاً لجميع الوفود الرسمية والمدنية التي تتوافد على المنامة حرص الشعب البحريني بوعيه ونضجه على سلامة الساحة الداخلية، تعززها حكمة القيادة وقوة وصلابة قوات الأمن الساهرة.

حاول الدخلاء استثمار ما يعرف بالربيع العربي، إلا أن شعب البحرين الوفي كشف المؤامرة. وقف المواطن البحريني الشامخ في وجه المكائد الخبيثة، حفاظاً على أمن واستقرار البحرين من خيانة الذين عاشوا في كنفه وتمتعوا بثرواته.

المجتمع البحريني منفتح على العالم ويرحب بجميع شعوب الأرض قاطبة. كيف لا وقد ضمنت الحكومة البحرينية للمجتمع المشاركة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وقف شعب البحرين وقفة شجاعة مع قيادته، ورفض أن يكون جزءاً من خِسة المشروع الصفوي في المنطقة. أما من سوّلت لهم أنفسهم المريضة ركوب موجة المذهب مطية لمآربهم القبيحة، فقد تم دحرهم إلى جحورهم.

رفض المواطن البحريني رفضاً باتاً التعاون مع من تغلبهم نواياهم السوداء ممن انتموا إلى عصابات مُدانة بالتآمر على الوطن.

لن يزجّ المواطن البحريني الوفي بنفسه في أوحال خيانة الدولة، مهما توفرت فرص تدريب الإرهابيين، ومدهم بالسلاح والمال والعتاد.

البحرين صاحبة مشروع إصلاحي متميز لن تخيفها مختلف محاولات العبث والحيل أو المشاريع الخبيثة التي تخدم امتدادات خارجية. وقف الشعب البحريني حاجزاً منيعاً أمام معاول هدم مسيرته الوطنية.

فشل الإرهابيون الذين أعمت السلطة الموعودون بها أبصارهم، وأثبت المواطن البحريني حرصه، أولاً وأخيرا، على أمن وسلامة واستقرار الوطن.

وجد الوفد الزائر للحائزين على جائزة نوبل للسلام أن الشعب البحريني تصدى للجهل والتخلف تماماً كما وقف صفا واحدا صلبا ضد من يحاولون العودة إلى الساحة بمحاولاتهم الإرهابية اليائسة.

أفشل المواطن البحريني الأصيل محاولات هؤلاء الذين استخدموا المذهب مطية لمآربهم القبيحة.

البحرين متمسكة بعروبتها، وشعب البحرين يشهد انفتاحاً واضحاً في مجالات الفعاليات الوطنية والسياسية والتشريعية وفي مشاركته في مؤسسات المجتمع المدني وحرية الإعلام وتعزيز حقوق الإنسان.

احتلت البحرين مرة أخرى صدارة قائمة أفضل الدول للعمل والإقامة بالنسبة إلى الوافدين في استطلاع عام 2018 الذي شمل 68 دولة.

كذلك حصدت هيئة البحرين للثقافة والآثار شهادة نظام الجودة (أيزو)، والتي تؤكد مطابقة نظام الجودة في الهيئة للمعايير العالمية.

الوفد الزائر للمنامة ليس وفداً عادياً، بل يمثل شخصيات قيادية في طليعة الرموز السياسية التي أسهمت بدور بارز في ترسيخ السلام والاستقرار في بلادها.

المجتمع البحريني يمارس حياته الطبيعية في هدوء وأمان من دون صخب أو جعجعة أو صِعاب، بل وشهد العالم، كله، على مشاركة المواطن البحريني في صنع القرار.

مبادئ المنامة واضحة؛ تعزيز القيم الإنسانية النبيلة للنهوض برسالتها السامية من أجل عالم آمن يسوده الاستقرار ويعمّه السلام.