الشرفي يكتب ..

أوجه الشبه بين خطاب الحوثي والإصلاح

قبل أيام ظهر السيء عبدالملك الحوثي بخطاباً متحذلقاً يدّعي حبه للجنوب وحرصه على تمكينهم من حقوقهم، ويدعو قيادات الجنوب في الخارج للذهاب إلى صنعاء لمحاورته، واعداً إياهم بالعدل.

لكن العدل مصطلح فضفاض لأنه يرى العدل بما يقره هو ويحدده للجنوب، منصباً نفسه وصياً على شعب الجنوب، ومانحاً نفسه حق تقرير مصيرهم، مكرراً عبارته الشهيرة بأن أكثر من العدل ظلماً وأقل من العدل ظلماً.

وفي محاولة منه لتزييف الواقع، تعهد الرجل بأنه سينتصر للجنوب، متناسياً ما فعلته ميليشياته خلال عدوانها على الجنوب، وما تفعله حتى اليوم بأخواننا في مديرية الميكراس، وعلى حدود محافظة لحج بمناطق الصبيحة.

ولأن مدعيي الخير كثيري الكذب والدجل، ظناً منهم بأن أبناء الجنوب ينسون ما نالهم من قوى الشمال بمهتلف مسمياتهم وميولهم.

على ذات الوتر ومن ذات المنطلق الذي برز منه خطاب طفل مران، برز بيان التجمع اليمني للإصلاح في عدن.

إذ تحدث الحزب عن إن عناصره شاركت بفعالية منذ انطلاقه الحراك الجنوبي عام 2007م، وأيدوا فعالياته واحتضنوا في مقراتهم مهام التحضير لتلك الفعاليات والأنشطة.

ولكن ما أغفله البيان هو بأن مشائخ الحزب قد أصدروا فتوى بعد أخرى تجيز قتل الجنوبيين وتهدر دمائهم، ثم إن الحزب قد شارك بفعالية في احتلال الجنوب عام 1994م، وتقاسم مع المؤتمر الشعبي العام ثروات الجنوب وسلطاته، وكرسا معاً كل ممارسات التنكيل والقتل والتدمير والنهب والعدوان.

ثم إن الحزب ذاته، ما إن تمكن من الإطاحة بنظام صالح، حتى كشر عن أنيابه العدوانية تجاه الجنوب وحراكه وناشطيه، وتنكر لكافة مطالب شعب الجنوب.

وعاد لسفك دماء المجتجين الجنوبيين في فعالياتهم السلمية خلال الفترة من عام 2011 حتى عام 2014م في مدينة عدن فبلغت أعداد شهداء الجنوب خلال تلك الفترة معدلات تجاوزت كل شهداء الحراك الجنوبي خلال السنوات السابقة.

في عام 2015م قدمت المقاومة الجنوبية تضحيات جسام كانت هي الضريبة التي أثمرت بنصرٍ مؤزرٍ للجنوب، تحررت على إثره أغلب أراضي الجنوب.

وكعادته كان (الإصلاح) ذلك الحزب اللعين، كان في فنادق الرياض والدوحة واسنطبول ينسج خطط الاستحواذ على تلك الانتصارات وتبديد مكتسبات شعب الجنوب التي تحققت على إثرها.

فاستخدم لتحقيق أهدافه طرق وأساليب شتى، فكانت فيها (الحروب الناعمة) المستندة على تزييف الواقع وفبركة الحقائق، عبر الإعلام وتقارير المنظمات وسلطات القرار السياسي والمال العام.

وعمدوا لتسخير كافة إمكانيات الدولة ومقدراتها لتنفيذ أجنداتهم العدوانية، وإنجاز ممارساتهم الإقصائية، فضلاً عن ممارسات القتل والاغتيالات والتفجيرات المفخخة التي راح ضحيتها عشرات الشهداء الجنوبيين، يمثلون صفوة مثقفي ونخبة المجتمع الجنوبي من كافة التخصصات العلمية والخبرات المشهود لهم في مجالات عملهم.

لقد التقى خطابي الطرفان في إدعاء الوصاية على الجنوب، ومحاولة كلٍ منهم تصوير نفسه هو الأكثر حرصاً على الجنوب وشعبه، ففيما يدعو الأول أبناء الجنوب للذهاب إليه في صنعاء كي يتكرم عليهم بحكمه المنصف والعادل كما يدّعي.

نجد الآخر يدّعي بأنه ورفاقه وحلفائه في اجتياح الجنوب عام 1994م، قد أنصفوا الجنوب عام 2013م، من خلال مؤتمر حوار أسموه بالوطني ظناً منهم أن الوطن ينحصر في ذات القوى التي اغتصبته وسلبته.

ومنحوا أنفسهم حق تمثيل كافة الأطراف، وتصنيف الأطراف إلى درجة أولى ودرجة ثانية، ليسلبوا من صنفوهم في الدرجة الثانية حق التقرير ونقلوا لأتباعهم حق التقرير بالنيابة عن تلك القوى.

فليدرك صبي مران وحزب الإخوان الفاشي بأن شعب الجنوب سيقرر مصيره بذاته، فإن أذعنوا للسلم فكفى الله الطرفين شر القتال، وإن أرادوها حرباً فشعبنا لها، ولن تكون أشد عليه من وضعه الراهن تحت قيود وأغلال تتار العصر الحديث.