مشاري الذايدي يكتب:
اليساري العدو
التحذير الذي أطلقه وزير الداخلية البريطاني، باكستاني الأصل للمفارقة، ضد زعيم حزب العمال الشعبوي اليساري، الذي يأتي من صميم الأرض البريطانية، جيريمي كوربن، تحذير في محله، حتى وإن شابته حرارة التنافس الحزبي بين المحافظين والعمال.
في التفاصيل، شنّ وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، أمس (الثلاثاء)، هجوماً عنيفاً على زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن، واعتبره «تهديداً لأمننا القومي»، مؤكداً أنه لا يصلح لأن يكون رئيساً للوزراء.
جاء ذلك في خطاب ألقاه جاويد في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الذي عقد في برمنغهام، وقال الوزير (المحافظ) جاويد إن وصول كوربن إلى مقر رئاسة الوزراء (10 دواننغ ستريت)، في لندن، يشكل «خطراً حقيقياً».
وتابع: «تخيلوا وجود شخص في الرقم 10 (مقر رئاسة الحكومة) صوّت ضد تشريعات حيوية لمكافحة الإرهاب، شخص يرفض إدانة الكرملين في شأن هجوم وقع على أرضنا، شخص قارن بين تصرفات الجيش الأميركي (أقرب حلفائنا) وتصرفات (داعش)، شخص صوّت ضد حظر تنظيم القاعدة».
الواقع أن خطر اليسار، في حالته «المرضية»، ليس فقط في الأمثلة التي ساقها وزير الداخلية البريطاني ضد زعيم الشعبوية اليسارية البريطانية، فالرجل (أعني كوربن) مدافع بشراسة عن النظام الخميني الإيراني، وعدو لدود للدول العربية الرافضة للمشروع الإيراني، وفي مقدمتها السعودية، وهو دائم الظهور والنشاط على الفضائيات الموالية لإيران، الناطقة بالعربية أو الإنجليزية.
حالة كوربن تلخيص كثيف لداء سياسي متشعب «يؤمن»، مثل إيمان «عجائز نيسابور»، بخلود وديمومة وتأييد العداوة لأميركا، وللدول العربية المحافظة سياسياً، فهو لا يكون هو إذا لم يكره وينشط في كراهيته.
أعلم أن ثمة ساسة وبعض إعلاميين «خواجات» مرتزقة يأكلون من الخوان القطري - الإخواني، وهو خوان عامر؛ وليس عن هؤلاء نتحدث، بل عن أهل العقيدة والتصديق، وكارهي دولهم وقوتها.
كوربن له أسلاف اتخذوا مسالك أخرى في التعبير عن كراهية الذات البريطانية، مثل أشهر خونة وجواسيس القرن العشرين، عميل السوفيات، الشيوعي، ضابط الاستخبارات، الأكاديمي الرفيع، كيم فيلبي.
كما أن حالة كوربن تفتح النظر على شبكات اليسار العالمية، حتى الأقل وقاحة وعلنية من حالة كوربن، التي تنشط في العالم كله، إعلامياً وسياسياً وفنياً ومدنياً، ضد المصالح العربية.
إنهم أعداء مثل «الإخوان» والخمينية.