ليلي بن هدنة تكتب:

بداية محاسبة الحوثيين

كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن أهل صنعاء وباقي المحافظات في اليمن قد حسموا أمرهم بالنهوض من جديد، والثورة ضد ميليشيا الحوثي، والخروج من نفق الكهنوت المظلم وتطهير دولتهم من دنس الميليشيا الإرهابية الإيرانية.

بات من الضروري الاعتراف بأن الشعب اليمني لم يعد له مكان في صدره يكتم غيظه، فثورة الجياع هي بداية صحوة شعبية ضد ممارسات الحوثيين، وبداية معركة تحرير صنعاء من الانقلابيين، فتحدي المتظاهرين القمع الحوثي بالمطالبة بحقوقهم المسلوبة، وأموالهم المنهوبة، وأرواح أبنائهم المخطوفة، يحمل أكثر من دلالة على أن الشعب اليمني لن يسكت على بطش الميليشيا الحوثية، ولن يرضخ لتهديداتها، بل قرر النضال إلى جانب قوات الشرعية لدحر الميليشيا الانقلابية، وأن بلدهم لا يمكن أن يكون مستعمرة إيرانية.

ميليشيا الحوثي المتعجرفة بإرهابها لن يردعها إلا التعامل معها بقوة وبوضوح، والمعاملة بالمثل، خاصة أنها دمرت البلاد بحكمها الفردي الذي يلغي الشعب تماماً، ويتعامل معه باحتقار شديد، فـ«ثورة الجياع» والمشاركة الكبيرة للنساء فيها، تعد تعبيراً عن صحوة شعبية لكل فئات المجتمع من كابوس الانجراف وراء الدعوات الطائفية المظللة والمضادة لمصالح الشعب اليمني، فموسم حساب ومحاسبة القتلة على يد «جياع اليمن» ومحروميهم قد أزف لا محالة، على اعتبار أن ميليشيا الحوثي هي المتسببة الأولى في الأزمة الاقتصادية في اليمن جراء نهبها للاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية من البنك المركزي اليمني وأيضاً سحب العملات الأجنبية من السوق بغرض الإضرار بالعملة المحلية.

لقد تحركت الجماهير بكثير من العفوية بعدما شطب الانقلابيون الشعب من دائرة التأثير ومن المشاركة في القرار، حيث بسطوا سلطاتهم عليهم بالقوة والتغول على حقوق اليمنيين، فهموم المواطن اليمني التي بلغت حتى العظم من جسده ومعيشته هي آخر ما يعمل الحوثيون على إيجاد الحلول لها، فمعظمهم مشغولون بالسرقة وبإدارة الفساد، وإذا اكتسبت التظاهرات زخماً شعبياً فإنها ستكون الخطوة الأولى على طريق انتفاضة اليمنيين على جماعة الحوثي من أجل استعادة اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي.