ليلى بن هدنة تكتب:

اليمن... والمزاج الأممي

شحنة التفاؤل بالسلام التي يتطلع إليها اليمنيون بترقب وآمال عريضة، دائماً تصطدم بتعنت حوثي، وتثاقل القرارات الأممية في إدانة ميليشيا إيران، وعدم اتخاذها لحد الآن أي قرارات تجبرها على الانصياع للقرارات الأممية، بل مهمتها الوحيدة، إبقاء الوضع على ما هو عليه، وتمديد لأشهر أخرى البعثة الأممية في اليمن.
منذ اللحظات الأولى لاتفاق استوكهولم، الذي مر عليه أزيد من عام، وجماعة الحوثي تؤكد الشكوك حول عدم جديتها في تنفيذ الاتفاق، ما ساعدها أكثر، هو وجود مزاج أممي متراخٍ إزاء مماطلتها تجاه الاتفاق، والنتيجة، معاناة شعب يموت على مرأى الجميع.
الهدف الأساسي لإنشاء منظمة الأمم المتحدة، هو إنقاذ الشعوب من ويلات الحروب وآثارها، وإجبار المعتدي على الرضوخ للقرارات الأممية، لكن للأسف، لم تتدخل بشكلٍ كافٍ في بسط السلام في اليمن، وبقي اتفاق السويد مجرد حبر على ورق، وفشلت محاولات المبعوث الأممي مارتن غريفيث في إقناع الميليشيا بالحل فالحوثيون لا يملكون القرار، باعتبارهم وكلاء لإيران، وطهران هي التي بيدها القرار بمواصلة الحرب أو السلام، لذا، فإن أي رهان مستقبلي على تنازل من هذه المليشيا الحوثية في أي من ملفات الاتفاق، هو رهان خاسر. لا سيما أن مجلس الأمن يتمادى في صمته إزاء مرتكبي الجرائم المروِّعة، ويغض الطرف عن انتهاكاتهم المستمرة في الحديدة.
اتفاق استوكهولم مثّل اختباراً جدّياً لنوايا الحوثيين على طريق الوصول إلى سلام، لكنهم فضحوا أنفسهم، وكشفوا نواياهم في إبقاء الوضع على ما هو عليه، ربحاً للوقت وإطالة للأزمة، لذا، فقد آن الأوان للتعامل بحزم مع العراقيل الحوثية المفتعلة أمام تنفيذ الاتفاق، لأن العود الأعوج، لا يمكن أن يستقيم إلا إذا ما تم كسره.