منى بوسمرة تكتب:
غد دبي في «جيتكس»
لا يختلف اثنان على أن التقنيات الحديثة غيّرت حياتنا إلى الأفضل، في كل شيء تقريباً، وجعلت المستحيل ممكناً، بل واقعاً معيشاً، والواضح أن مَن يتأخر عن امتلاك تلك التقنيات -أفراداً ومؤسسات وحكومات ودولاً- فسوف يتجمد عند نقطة الصفر، ويبقى مشلولاً عن مجاراة العصر.
ليس المهم امتلاك تلك التقنيات فقط؛ لأنها تتطور وتتغير وتتبدل سريعاً، فحجم التطور في قطاع التقنيات الحديثة هائل وتتبارى فيه الشركات العالمية، لكن الأهم هو المشاركة في تطوير تلك التقنيات، لامتلاك أدواتها ومهاراتها وتأسيس البنية التحتية العلمية التي تتيح الاستمرار في تطوير تلك التقنيات التي تنقل العالم إلى آفاق بعيدة.
من هنا كانت كلمات الشيخ محمد بن راشد بالأمس وهو يتفقد معرض جيتكس واضحة الدلالة، بالتأكيد على أن حجر الزاوية في رؤية الإمارات للمستقبل هو تبنّي أحدث الحلول والتطبيقات التكنولوجية، مشدداً على أن ذلك يستدعي تعزيز جسور التواصل مع أهم وأبرز مطوري الحلول التقنية والمعلوماتية من مختلف أنحاء العالم لتأسيس شراكة تتيح للإمارات تعزيز بنيتها التحتية التكنولوجية، ما يمنحها أفضلية عالمية في التطوير والإبداع والابتكار، لتكون مشاركاً مهماً في رسم وتحديد مستقبل هذا القطاع خدمةً للبشرية.
كان الشيخ محمد بن راشد حريصاً على تأكيد أن هذه التكنولوجيا يجب تسخيرها وتوظيفها في خدمة الإنسان وضمان راحته ورفاهيته، وهو فكر قائم على فعل الخير خدمة للإنسانية، امتداداً لسياسة الإمارات ونهجها القائم على خدمة الإنسانية وتقدمها بما يحقق التنمية والنهضة.
ومنذ انطلاقة معرض جيتكس قبل 38 عاماً، يحرص الشيخ محمد بن راشد على تفقد المعرض وزيارته كل عام، ومحاورة العارضين من الشركات العالمية، في رسالة ذات أبعاد متعددة تؤكد تعزيز مركز دبي التكنولوجي العالمي، وتحويلها إلى عاصمة للتطوير التكنولوجي المؤثر إيجاباً في مستقبل الإنسان، كما تؤكد -خصوصاً للشركات العالمية- أنها موضع ترحيب دائم في الإمارات لبناء الشراكات وتفعيل الحوار البنّاء بين أقطاب التقنية لما يمثله من أهمية في بناء القدرات، وبما يطرحه من خيارات تعين الإنسان على تخطي التحديات وتمكّنه من توظيف الفرص وترشيد الموارد بأسلوب يكفل تحقيق التنمية المستدامة.
كلمات الشيخ محمد بن راشد تجسّدت أمامي بالأمس خلال زيارتي للمعرض، حيث لامست وشاهدت واختبرت عشرات الخدمات الذكية التي تقدمها دوائر دبي الحكومية عبر منصّة «دبي الذكية»، التي تؤكد أن دبي ذاهبة إلى أبعد مدى في ترسيخ مكانتها كمركز للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ومقر لأهم مطوريها من مختلف أنحاء العالم، وتعزيز قدراتها التكنولوجية وتوظيف أحدث الحلول الذكية والتطبيقات لتحقيق أهدافها الطموحة كنموذج لمدينة المستقبل، بتوفير كل معايير العمل والإنتاج والاستثمار المثالية، ورغد العيش والرفاهية والحياة الكريمة، والمؤشرات واضحة عبر حماس وجهود فرق الإبداع لتقديم أفضل حلول التقنية التي تسهم في منح الإنسان مستقبلاً أفضل، وتعين على ضمان حياة مثالية للأجيال القادمة.
ولاختبار مستقبل دبي التي تسبق عصرها زُوروا المعرض لتتعرفوا إلى الغد التكنولوجي للمدينة، وإن غداً لناظره في «جيتكس».