الإنجاز تاريخي بحق، فيما يلفت إليه من قوة وتأثير الإمارات على المستوى الدولي، وما أصبحت تمتلكه من ثقة عالمية لا تضاهى، سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وكذلك علمياً، فاختيار الإمارات لهذا المنصب في قيادة الـ 100 دولة التي تضمها اللجنة، يأتي في وقت له أهميته المضاعفة لهذا المجال العلمي العالمي الحيوي، فالمرحلة هي مرحلة شديدة التنافس بين الدول في إطلاق أعداد كبيرة من الأقمار الاصطناعية، ما يجعل من حجم المسؤولية عظيمة في وضع السياسات الفضائية وتشجيع تبني الأطر التنظيمية والسلوكات المسؤولة ضمن هذا السباق المحموم.
في هذا التوقيت الحاسم، كان لا بد من دولة إيجابية تمتلك قدرات دبلوماسية وتأثيراً دولياً ورؤية متقدمة، مشهوداً لها، فجاء اختيار الإمارات اعترافاً بقدراتها التي باتت محل ثقة الجميع، لتقود اليوم تعزيز جهود دبلوماسية الفضاء والعلوم على الصعيد العالمي، وتشجيع الوصول العادل والسلمي إلى الفضاء لجميع الدول، وتعزيز الامتثال للأطر القانونية والمعاهدات الدولية في هذا المجال، وهو اعتراف أيضاً بالجهود والمشروعات الريادية النوعية التي تبنّتها الدولة في بناء اقتصاد وطني قائم على الابتكار، ووضعتها في صدارة الدول التي تولي قطاع الفضاء أهمية كبيرة وأولوية رئيسة في أجندتها التنموية، وفي مقدمتها "مسبار الأمل" لاستكشاف المريخ، والإعلان عن المهمة الجديدة لاستكشاف الزهرة وحزام الكويكبات.
نحن نثق، كما يثق العالم، أن ابن الإمارات عمران أنور شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بخبراته الواسعة، وبقوة وتأثير الدولة وخبراتها المتراكمة، سيقود هذه اللجنة المهمة خلال العامين المقبلين، بنجاح كبير، لتحقيق إسهامات نوعية في معالجة التحديات الرئيسة التي تواجه قطاع الفضاء العالمي، وهو ما سيعزز أدوار الدولة وإسهاماتها الحضارية في هذا المجال وغيره.