ماجد الداعري يكتب :

لماذا فشلت الاعتمادات المستندية لمركزي زمام!

الأسعار المجحفة القائمة للمواد الغذائية وغيرها ومنها الأرز،وصلت الى أسعارها الفاحشة بفعل تحديدها على أساس أن صرف الدولار يساوي الف ريال يمني اي بفارق ارتفاع بلغ ثلثي قيمتها الحقيقية قبل حوالي عام من اليوم وفي فترة تهاوي صرف الدولار عند حدود ال500 ريال وبحجة انهيار صرف العملة المحلية ووصول صرف الدولار الى عتبة الألف.

وبالتالي فإن أي تعديلات للتسعيرة الجديدة للمواد لاتصل الى 50% فهي كذب وضحك على المساكين لكون صرف الدولار وصل اليوم الى 500 ريال وفق أحدث تعاميم البنك المركزي النائم بعدن.

ومن هنا فإن التعديلات المعلنة من بعض المؤسسات والمجموعات التجارية بأسعار المواد وخاصة المواد الغذائية الأساسية المدعومة  من البنك المركزي و المعلن عنها اليوم كبشارة للشعب اليمني، لم تصل مع الأسف حتى إلى 10% من نسبة السعر المفترض مقارنة بحجم التراجع القائم بسعر صرف الدولار اليوم، ووفقا للتغطية المالية المعلن عن تقديمها من البنك المركزي للاعتمادات المستندية لتجار الاستيراد وبالنظر إلى استمرار الارتفاع الإجرامي الخيالي حتى على اعتبار  أن صرف الدولار وصل إلى الف ريال

وبالتالي فإن الإعلان عن نسبة تعديل مخزية كهذه التي لم تتجاوز الثلاثة إلف ريال في أحسن تعديل اعلن عنه بالمواد الغذائية الرئيسية، تعتبر اهانة للدولة وقمة الاستغلال البشع لمعاناة الشعب، وخير دليل على عدم فاعلية وجدوى الدعم المقدم من بنك مركزي زمام بعدن للمحضوضين بالاعتمادات المستندية من تجار الاستيراد المعتمدين لدى زمام وحلفائه، نظرا لكون أولئك التجار الجشعين، يستغلون ذلك الدعم المقدم لهم بالعملة الصعبة، أبشع استغلال على حساب الشعب اليمني المطحون بكل ويلات الحرب والجوع والحصار والنكبات المتواصلة بفعل فشل الدولة وغياب أي دور حكومي لها وتهربها من اي استحقاقات سلام مقبلة.

وباعتقادي فإن هذا الفشل يؤكد ضرورة إعادة البنك المركزي النظر في الشركات  والمؤسسات التجارية المعتمدة مناطقيا ومحاصصة لمنحها الدعم المستندي المستحق لاستيراد المواد الغذائية الأساسية مقابل ضمان بيعها للمواطنين بالسعر الحقيقي المفترض ووفقا لفارق الصرف المعتمد لها من اليوم البنك بواقع 500ريال للدولار.

وباختصار كان من المفترض ان الكيس الأرز 40 كيلو نوع الربان ،على سبيل المثال الذي ارتفع سعره الى 40 الف ريال بواقع صرف للدولار بألف ريال،كان يباع قبل اقل من عام بـ20-25 ألف ريال ومايزال صرف الدولار عند حدود الخمسمائة ريال، وقفز سعره سريعا مع انهيار الصرف المتسارع الى 40 الف ريال في آخر تسعيرته،بينما لم تصل نسبة التراجع في سعره الى أكثر من ثلاثة ألف ريال عند أكبر تخفيض معلن عنه رغم تراجع صرف الدولار الى حدود الخمسمائة ريال اليوم،ووفقا لإعلان البنك المركزي الخاص بأحدث تسعيراته الخاصة بتمويله المفترض للاعتمادات المستندية لتجار الاستيراد،الأمر الذي كان من المفترض ان تصل نسبة التراجع بالسعر الى حدود الـ50% بحيث يعود سعر الـ40 كيلو من أرزق الديوان الى 20 أو 25 ألف ريال لا أكثر.