عادل النزيلي يكتب:

الحرب على الحوثي أقصر الطرق إلى السلام

كل المحاولات الساعية لتطبيع الحوثي على الحياة المدنية فشلت وخلافاته جذرية بكل المكونات ومع كل الجهات؛ اختلف مع الحراك مناطقيا، ومع الاصلاح عقائديا، ومع المؤتمر سياسيا، ومع الشعب بالحقوق والواجبات، وعزل نفسه كورم سرطاني يبتلع كل الخلايا الحية باليمن، وفرض على الجميع حتمية استئصاله.

لا انفراجات تبقي على جماعة الحوثي. فكل من مد لهم يد السلام يعود مبتور اليد.

وبين حشره في كهوف معاقله وعزله كنوع من الضواري، او اقراره بالهزيمة، فقد خاض عبدالملك الحوثي الحرب بسقف عال من الشعارات والالتزامات تجاه الشعب وخسرها كلها.

فلا هو الذي اعان اليمنيين، ولا أعفاهم من بذل خسائر وتكبد معاناة وتوارث أحقاد وثارات. ولا هو من صان سيادة اليمن؛ من منظور شعاراته، بعد مبادرة تسليم الميناء للوصاية الدولية والدخول مع البريطانيين في علاقة محرمة وصفقة مجرّمة. وقبلها كانت علاقة مشابهة أنجبت اتفاقية كيري في مسقط وقبل أن يشتغل حارس حدود للملكة بمقابل. 

رهانات خاسرة عقدها الحوثيون، وعليهم الآن أن يدفعوا ثمن الخسائر، لا اقتراح المبادرات.

كانت اليمن كلها ساحة مفتوحه لنموهم كمشروع سياسي، وتتعاقب الوفود الي الحوثي في معقله لاقناعه بالشراكة. لكنه قابلها بتعنت افضى الى الحرب مع الجميع. ولم يوفر جهدا بافتعال الذرائع واختلاق المبررات لتعميم الحرب كخيار وحيد لاكتساح الجميع، حتى فرض على الجميع حتمية محاربته كخيار وحيد لاكتساحه.

وكلما تأخر في؛ الرضوخ لإرادة الجماعة، والانصياع لمصلحة الجميع، وتصحيح وضعه بما تبقى لديه من منطقه جغرافية، وعزل قياداته المتهورة وتقديمهم للمحاكمة، مما قد يبقي عليهم كمكون سياسي شريك بما تحت أيديهم، كلما تقلصت خياراته إلى العزلة، مع تراكم خسائره الشاهدة باستحالة عودته لأي متر مربع من الأرض خرج منه مدحورا.

وما عدا ذلك ليس إلا انتحار للجماعة تفرضه الارض قبل سكانها، فاليوم، ووفقا لنظرية القوة ذاتها التي فرضها على المدن اثناء اجتياحها، يتم استئصاله مع مشروعه من كل شبر، وبما لا يستبقي حتى أضغاث أحلامه بالعودة لا عسكريا ولا سياسيا ولا ثقافيا، فما يخلفه من جرائم ومآس وفعائل سوداء، يصعب تجاوزها، لا ضحاياه ينسون ويتعافون، ولا حتى الأرض التي زرعها الغاما وفخخ وفجر وهادها وأوديتها ومدنها وقراها لفرض سيطرته وارهاب السكان المحليين وإخماد كل صوت ورأي وهمس. هذا ما زرعه وهذا ما سيحصده ويحصل عليه. 

ما من سلام حقيقي يمكن إعلانه الا باعلان الهزيمة. يستحيل أن يكون مع الباغي المتوحش أي سلام قبل الانهزام. 

ولإظهار حسن النية والاعتذار، عليهم الانسحاب من كافة المدن وتسليم الأسلحة دون قيد او شرط وعزل قياداتهم المتهورة والمتورطة بجرائم الحرب وسفك الدماء واستباحة الحرمات والحياة. دون هذا كيف يمكن أن يحافظ على ما تبقى منهم كشريك سياسي مدني منزوع السلاح والسلالية والعنصرية وسموم الكهنوت.

ان ما يحاول الابقاء عليه ليحمي مخاوفه، هو ذاته ما يولد المخاوف عند باقي اليمنيين ويدفعهم لاستكمال التحرير مهما بلغت الكلفة. فكما يقال وجع ساعة و لا كل ساعة  وانها لسنوات لا ساعات. فإما اليمن أو العصابة. واليمن غالب.

هي الحرب اتجاه إجباري فرض على الجميع. والجميع لن يعود قبل أن يفرض النتائج. أقصر طريق إلى السلام هي هذه.