عادل النزيلي يكتب:

الوطن بين عهدي "صالح" وخصومه

يكفينا من "صالح" أنه كان مسؤولا، كان يشار إليه بالمنجزات أو السيئات، كل لما ترى عينه وما يقتنع به ضميره.

يقول: سعر الكيس البر 4000 وإذا صعدوا للسلطة سيرفعوه لعشرين وثلاثين ألف.

يقول: إذا مسكوا السلطة اتحداهم أن يحلوا مشكلة واحدة.

مسؤول عن إدارة بلاد بكل تعقيداته، يقول: تعالوا للسلطة عبر الطريق الشرعي والدستوري.

لا قال ولايتي إلهية ولا شرعيتي أبدية.

وكان رعبهم من شعبية الرجل، يدركون أن كل تهم التدليس حوله ستفضحها الانتخابات، ولا سبيل لبقائهم إلا الحرب.

كان يخشى الجميع صرف الرواتب باعتقاد أنها تعود عليه رغم أنه خارج السلطة.

 وكانوا يشهرون في وجهه: الوقت وقت اقتحامات!.

 ولتكن مصالحه مرتبطة بالناس، أما مصالحهم مرتبطة بالأزمات والدم والحرب.

اليوم.. شريكا فبرير هل منهما أحد مسؤول يظهر على الناس ويقول نحن تحملنا المسؤولية؟

والكل يطالب منه بالمزيد والمزيد.

اليوم عند الحد الأدنى من الحقوق يشهر بوجه المواطن بقبح وفجاجة: إما سير الجبهات أو سير حرر غرفة نومك!

بالمختصر: (صالح) كان يحمل هم شعب، أما اليوم يحمل الشعب هم أقطاب فبراير (شرعية أو انقلاب كهنوتي).

يكفينا أن نراجع أنفسنا ألف مرة أنه أُحرق وقُتل دفاعا عن مكتسبات الشعب، بينما كل مخرجات فبراير تطلب من الشعب الموت دفاعا عن سلطتهم أكانت شرعية أو ولاية إمامية كهنوتية.

كان يدعو الناس للحوار وللانتخابات، يحكِّم العلماء، يوسط المشايخ، يشرك الإقليم للبحث عن حلول لحقن الدم.. الدم الذي لا قيمة له اليوم والكل يدفع للقتل.

لو كانت أحلامه "كهف" أو إقامة بالخارج لكانت محمولة مشمولة وعلى نفقة المتصارعين، لكنه حمل قضية وطن وصدق عهده.

من يريد أن ينتقد حتى مجرد انتقاد ابن اليمن البار (صالح) ليظهر علينا ويقول: أنا مسؤول.

هل فيكم مسؤول؟! 

لو كان فيهم مسؤول لما تحمل فاتورة نزيف الدم.

لكنهم حولوا السلطة إلى كائن هلامي داخلين في الربح خارجين من الخسارة..!!!